ومثله قول ابن الرومي آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم * في الحادثات إذا دجون نجوم منها معالم للهدى ومصابح * تجلو الدجى والأخريات رجوم ومثله قول حميدة الأندلسية وهو ولما أبى الواشون إلا فراقنا * وما لهم عندي وعندك من ثار غزوناهم من ناظريك وأدمعي * وأنفاسنا بالسيف والسيل والنار قال الشيخ شهاب الدين أبو جعفر الأندلسي نزيل حلب وقد أورد هذين البيتين في شرحه على بديعية صاحبه أبي عبد الله محمد بن جابر الأندلسي إن حميدة كانت من ذوي الألباب وفحول أهل الآداب حتى إن بعض المنتحلين تعلق بهذه الأهداب وادعى نظم هذين البيتين لما فيهما من المعاني والألفاظ العذاب وما غره في ذلك إلا بعد ديارها وخلو هذه البلاد من أخبارها وقد تلبس بعضهم بشعارها وادعى هذا من أشعارها وهو قولها وقانا لفحة الرمضاء روض * وقاه مضاعف الطل العميم تظل غصونه تحنو علينا * حنو الوالدات على الفطيم وأسقانا على ظمأ زلالا * ألذ من المدامة للنديم تروع حصاه حالية الغواني * فتلمس جانب العقد النظيم فهذه الأبيات نسبوها إلى المنازي من شعرائهم وركبوا التعصب في جادة ادعائهم وهي أبيات لم يحكها غير لسانها ولا رقم بردها غير حسانها وقد رأيت بعض المؤرخين من أهل بلادنا أثبتوها لها قبل أن يخرج المنازي من العدم إلى الوجود ويتصف بلفظه الموجود انتهى كلام الشيخ شهاب الدين المذكور ومنه بين ثلاثة وثلاثة قول الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه الله تعالى وعفا عنه آمين عرج على حرم المحبوب منتصبا * لقبلة الحسن واعذرني على سهري وانظر إلى الخال فوق الخد تحت لمى * تجد بلالا يراعي الصبح في السحر ومنه بين أربعة وأربعة ثغر وخد ونهد واحمرار يد * كالطلع والورد والرمان والبلح ومثله قول شمس الدين بن العفيف رحمه الله تعالى رأى جسدي والدمع والقلب والحشا * فأضنى وأفنى واستمال وتيما ومثله قولي من قصيدة من محياه والدلال ومسك الخال * والثغر يا شيوخ البديع انظروا في التكميل واللف والنشر * وحسن الختام والترصيع وللشيخ شهاب الدين أبي جعفر الشارح المذكور بين خمسة وخمسة ولكن لم يخل من التعسف وهو ملك يجيء بخمسة من خمسة * كفى الحسود بها فمات لما به من وجهه ووقاره وجواره * وحسامه بيديه يوم ضرابه قمر على رضوى تسير به الصبا * والبرق يلمع من خلال سحابه ولابن جابر ناظم البديعية بين ستة وستة إن شئت ظبيا أو هلالا أو دجى * أو زهر غصن في الكثيب الأملد فللحظها ولوجهها ولشعرها * ولخدها والقد والردف أقصد صبرنا على الأملد صفة الكثيب ولكن لم نصبر على دخول القصد فإنها زيادة أجنبية وقد جمع قاضي القضاة نجم الدين عبد الرحيم بن البارزي بين سبعة وسبعة