responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 60


يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين وكقوله تعالى ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ومثال ذلك من الشعر قول جرير متى كان الخيام بذي طلوح * سقيت الغيث أيتها الخيام وانصرف المتكلم عن الخطاب إلى الأخبار وهو عكس الأول كقوله تعالى حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ومثاله أيضا قول عنترة ولقد نزلت فلا تظني غيره * مني بمنزلة المحب المكرم ثم قال يخبر عن هذه المخاطبة كيف المزار وقد تربع أهلنا * بعنيزتين وأهلها بالغيلم أو انصراف المتكلم عن الأخبار إلى التكلم كقوله تعالى والله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت أو انصراف المتكلم عن التكلم إلى الأخبار وهو كقوله تعالى إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز والقراءة في الكلمات الثلاث بالنون شاذة نقلها صاحب البحر الزاخر وفي هذا الكتاب سبعة آلاف رواية وقد جمع امرؤ القيس الالتفاتات الثلاث في ثلاثة أبيات متواليات وهي قوله تطاول ليلك بالأثمد * ونام الخلي ولم ترقد وبات وباتت له ليلة * كليلة ذي العائر الأرمد وذلك من نبأ جاءني * وخبرته عن أبي الأسود فخاطب في البيت الأول وانصرف عن الخطاب إلى الإخبار في البيت الثاني وانصرف عن الإخبار إلى التكلم في البيت الثالث على الترتيب وما أحلى قول مهيار بن مرزويه في قصيدته التي سارت بمحاسنها الركبان وامتدح بها الوزير زعيم الدين في يوم نوروز سنة ثمان وعشرين وأربعمائة والمطلع هو بكر العارض تحدوه النعامى * فسقاك الري يا دار أماما فانصرف عن الإخبار إلى المخاطبة في بيت واحد ومثله في اللطف قول القاضي الأرجاني وهل هي إلا مهجة يطلبونها * فإن أرضت الأحباب فهي لهم فدى إذا رمتم قتلي وأنتم أحبتي * فماذا الذي أخشى إذا كنتم عدى ومثله قول أبي الطيب لولا مفارقة الأحباب ما وجدت * لها المنايا إلى أرواحنا سبلا بما بجفنيك من سحر صلى دنفا * يهوى الحياة وأما إن صددت فلا ومثله قول أبي العلاء يود أن ظلام الليل دام له * وزيد فيه سواد القلب والبصر لو اختصرتم من الإحسان زرتكم * والعذب يهجر للإفراط في الخصر ومن لطائف الالتفات بالانصراف من الخطاب إلى الإخبار قول ابن نبيه من سحر عينيك الأمان الأمان * قتلت رب السيف والطيلسان أسمر كالرمح له مقلة * لو لم تكن كحلاء كانت سنان فقوله عن المقلة بعد تشبيه القوام بالرمح أنها لو لم تكن كحلاء كانت سنان بديع وغريب ومن أغرب ما وقع لي في هذا النوع اللطيف أنني صرحت باسم الالتفات عند وقوعه بقولي من قصيدة قلت فيها والله إن لم ألقهم من بعد ذا * فعلى زماني لم أزل متعتبا وقد التفت إليك يا دهري بطول * تعتبي ويحق لي أن أعتبا قررت لي طول الشتات وظيفة * وجعلت دمعي في الخدود مرتبا واتفق لي أيضا نظير ذلك في رسالة كتبت بها إلى العلامة بدر الدين ابن قاضي أذرعات رحمه الله منها سكن القلب وغير بدع إذا كان القلب للبدر منزلا ورام هلال الأفق أن يباهي سموه بمطلعه فقلنا ما أنت من براعة هذا الاستهلال ولا تطاول الرامح إلى الطعن في محله الذي يجل قدرا عن مناظر ومباهي فقلنا له أقصر مكتفيا وإلا فعند التناهي ولقد شوقتني ظباء المعالي في هذا المسرح إلى

60

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست