وممن تلطف في استعمال الاستعارة المرشحة إلى الغاية مجد الدين الأربلي بقوله أصغي إلى قول العذول بجملتي * مستفهما عنكم بغير ملال لتلقطي زهرات ورد حديثكم * من بين شوك ملامة العذال وممن جاراه في هذه الحلبة أبو الوليد بن حيان الشاطبي بقوله فوق خد الورد دمع * من عيون السحب يذرف برداء الشمس أضحى * بعد ما سال يجفف وظريف قول مجير الدين بن تميم منها كيف السبيل لأن أقبل خد من * أهوى وقد نامت عيون الحرس وأصابع المنثور تومي نحونا * حسدا وتغمزها عيون النرجس ومثله قوله لما ادعى المنثور أن الورد لا * يؤتى وأن يصلى بنار سعير ودت ثغور الأقحوان لو أنها * كانت تعض أصابع المنثور ومثله قوله كيف السبيل للثم من أحببته * في روضة للزهر فيها معرك ما بين منثور أقام ونرجس * مع أقحوان فضله لا يدرك هذا يشير بأصبع وعيون ذا * ترنوا إلى وثغر هذا يضحك وما أحلى قول محيي الدين بن قرناص الحموي قد أتينا الرياض حين تجلت * وتحلت من الندا بجمان ورأينا خواتم الزهر لما * سقطت من أنامل الأغصان وقال البدر الذهبي وأجاد هلم يا صاح إلى روضة * يجلو بها العاني صدا همه نسيمها يعثر في ذيله * وزهرها يضحك في كمه ومثله قول ابن عمار يا ليلة بتنا بها * في ظل أكناف النعيم من فوق أكمام الرياض * وتحت أذيال النسيم وأما مطلع قصيدة ابن النبيه في هذا الباب فإنه أبهى من مطالع الأقمار وديباجة الاستعارة من حلية تستعار وهو تبسم ثغر الزهر عن شنب القطر * ودب عذار الظل في وجنة النهر وهذا المعنى مولد من قول ابن خفاجة الأندلسي وطرة ظل فوق وجه غدير ولكن ابتسام ثغر الزهر عن شنب القطر في قول ابن النبيه غاية وتلطف الشريف العقيلي في هذا الباب بقوله وروضة الجام فيها * من زهرة الراح ورد فاشرب على وجه روض * له من الماء خد وما أحلى قول القاضي السعيد بن سنا الملك هنا ولبعدهم طالت ذوائب ليلهم * فيها تغطي ضوء وجه نهارهم وأحلى منه قوله سرى طيفه لا بل سرى لي سرابه * وقد طار من وكر الظلام غرابه أتت مع نقس الليل صفحة خده * فقلت حبيب قد أتاني كتابه وقال من غيرها بشوك القنا يحمون * شهد رضابها وما أحلى تكميله بقوله ولا بد دون الشهد من إبر النعل ومثله قوله ألقى حبائل صيد من ذوائبه * فصاد قلبي بأشراك من الشعر