responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 371


تعالى والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ وقد تأتي بعض ألفاظ المماثلة مقفاة من غير قصد لأن التقفية في هذا الباب غير لازمة كقول امرئ القيس كأن المدام وصوب الغمام * وريح الخزامي ونشر العطر وأما الشاهد الذي هو على أصل هذا الباب في الزنة دون التقفية فكقول الشاعر صفوح صبور كريم رزين * إذا ما العقول بدا طيشها والفرق بين المماثلة والمناسبة توالي الكلمات المتزنة وتفرقها في المناسبة قلت هذا النوع أعني المماثلة ما تستحق عقود أنواع البديع بسموها أن ينتظم النوع السافل في أسلاكها وما أعلم وجه الإبداع فيه ما هو ولا نرى من استخراجه وعده بديعا غير الكثرة وقد حسن أن أنشد ههنا وكثر فارتابت ولو شاء قللا وبالله ما اختلج في فكري من حين تأدبت أن أرصعه في قصيدة من قصائدي ولكن حكم المعارضة أوجب ذلك وبيت الشيخ صفي الدين الحلي سهل خلائقه صعب عرائكه * جم غرائبه في الحكم والحكم والعميان ما نظموا وبيت الشيخ عز الدين الموصلي يبدي مماثلة يعطي مناسبة * يجزي مجانسة في الكلم والكلم وبيت بديعيتي فالخير ماثله والعفو جاوره * والعدل جانسه في الحكم والحكم ( ذكر حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي ) الحق بحصر جميع الأنبياء به * فالجزء يلحق بالكلي للعظم هذا النوع الغريب اخترعه الشيخ زكي الدين بن أبي الأصبع وهو أن يأتي المتكلم إلى نوع فيجعله بالتعظيم له جنسا بعد حصر أقسام الأنواع فيه والأجناس كقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر فإنه سبحانه وتعالى يعلم ما في البر والبحر من أصناف الحيوانات والجماد حاصر الجزئيات المولدات فرأى الاقتصار على ذلك لا يكمل به التمدح لاحتمال أن يظن ضعيف أنه جل جلاله بعلم الكليات دون الجزئيات فإن المولدات وإن كانت جزئيات بالنسبة إلى جملة العالم فكل واحد منها كلي بالنسبة إلى ما تحته من الأجناس والأنواع والأصناف فقال لكمال التمدح وما تسقط من ورقة إلا يعلمها وعلم سبحانه وتعالى أن علم ذلك يشاركه فيه كل ذي إدراك فتمدح بما لا يشاركه فيه أحد فقال عز من قائل ولا حبة في ظلمات الأرض ثم ألحق هذه الجزئيات بالكليات فقال ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وأمثاله من النظم قول الشاعر إليك طوى عرض البسيطة جاعل * قصارى المطايا أن يلوح لها القصر فكنت وعزمي في الظلام وصارمي * ثلاثة أشباه كما اجتمع النسر فبشرت أمالي بملك هو الورى * ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر المراد من النوع البيت الثالث فإن الشاعر قصد تعظيم الممدوح وتفخيم أمر داره التي قصد فيها ومدح يومه الذي لقيه فيه فجعل الممدوح جميع الورى وجعل داره الدنيا ويومه الدهر فجعل الجزء كليا بعد حصر أقسام الجزئي أما جعله الجزئي كليا فلأن الممدوح جزء من الورى والدار جزء من الدنيا واليوم جزء من الدهر وأما حصر أقسام الجزئي فلأن العالم عبارة عن أجسام وظروف زمان وظروف مكان وقد حصر ذلك وهذا النوع صعب المسالك في نظمه عزيز الوقوع والتحصيل وقد فر العميان من نظمه وبيت الشيخ صفي الدين الحلي فيه شخص هو العالم الكلي في شرف * ونفسه الجوهر القدسي في عظم الشيخ صفي الدين جعل الجزئي كليا فقط وهو القسم الأول لكون الواحد لا يسع جميع القيود وبيت الشيخ عز الدين فألحق الجزء بالكلي منحصرا * إذ دينه الجنس للأديان كلهم

371

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست