ضعف رويته وقلة تصرفه فإنهم عدوا ذلك من المخالص الواهية ولم يجنح إليه إلا عوام أهل الأدب ومثل الشيخ عز الدين ينتقد عليه ذلك والله أعلم ( ذكر الرجوع ) وما لنا من رجوع عن حماه بلى * لنا رجوع عن الأوطان والحشم هذا النوع أعني الرجوع ذكره ابن المعتز وأبو هلال العسكري وسماه بعضهم استدراكا واعتراضا وليس بصحيح قال القاضي جلال الدين القزويني في التلخيص والإيضاح هو العود على الكلام السابق بالنقض لنكتة كقول زهير قف بالديار التي لم يعفها القدم * بلى وغيرها الأرواح والديم والنكتة فيه كأنه لما وقف بالديار عرته روعة ذهل بها عن رؤية ما حصل لها من الغير فقال لم يعفها القدم ثم رجع إلى عقله وتحقق ما هي عليه من الدروس فقال بلى عفت وعليه بيت الحماسة أليس قليلا نظرة إن نظرتها * إليك وكل ليس منك قليل ويعجبني هنا قول أبي البيداء وما لي انتصار إن غدا الدهر جائرا * علي بلى إن كان من عندك النصر وأما من سمى هذا النوع استدراكا واعتراضا فتسميته غير صحيحة والذي أقول إن هذا الرجوع لا فرق فيه بين السلب والإيجاب وقد تقدم قول أبي هلال العسكري إن السلب والإيجاب هو أن يبني المتكلم كلامه على نفي شيء من جهة وإثباته من جهة أخرى وقال القاضي جلال الدين الرجوع هو العود على الكلام السابق بالنقض وكل من التقريرين لائق بالنوعين وللمتأمل أن ينظر في ذلك ليحسن ذوقه وبيت الشيخ صفي الدين الحلي أطلتها ضمن تقصيري فقام بها * عذري وهيهات إن العذر لم يقم وبيت العميان قلوا ببدر ففلوا غرب شانئهم * به وما قل جمع بالرسول حمي وبيت الشيخ عز الدين رمت الرجوع عن الأمداح أنظمها * سوى مديح سديد القول محترم قلت ليس في بيت الشيخ عز الدين رجوع إلا عن حشمة الألفاظ وفخامتها في مديح النبي فإن قوله سديد القول دون من أنزل الله القرآن في أوصافه ويعجبني قول ابن نباتة في لاميته ماذا عسى الشعراء اليوم مادحة * من بعد ما مدحت حم تنزيل وأيضا فإنه كان يجب على الشيخ عز الدين أن يقول في النوع البديعي الذي هو الرجوع رجعت عن الأمداح حتى يصح النقض في الشطر الثاني وإنما قال رمت كأنه يرى أن يرجع وعلى الجملة فالبيت قاصر من كل وجه وبيت بديعيتي أشير فيه إلى النبي بقولي وما لنا من رجوع عن حماه بلى * لنا رجوع من الأوطان والحشم هذا البيت لم يحتج إلى إطلاق عنان القلم في ميادين الطروس بوصف ما فيه من المحاسن إذ في مدح أهل الذوق من علماء هذا الفن ما يغني عن ذلك والله أعلم ( ذكر الترتيب ) ترتب الحيوانات السلام له * والنبت حتى جماد الصخر في الأكم هذا النوع أعني الترتيب من استخراجات التيفاشي ذكره في كتابه وسماه بهذا الاسم وقال هو أن يجنح الشاعر إلى أوصاف شتى في موضوع واحد أو في بيت وما بعده على الترتيب ويكون ترتيبها في الخلقة الطبيعية ولا يدخل الناظم فيها وصفا زائدا عما يوجد علمه في الذهن أو في العيان كقول مسلم بن الوليد هيفاء في فرعها ليل على قمر * على قضيب على حقف النقا الدهس