ومثله قول ابن مكانس يقول معذبي إذ همت فيه * بخد خلت فيه الشعر نملا أتعرف خده للعشق أهلا * فقلت له نعم أهلا وسهلا وأنشدني من لفظه لنفسه بقية السلف وما كان للفروع النباتية نعم الخلف الشيخ زين الدين أبو بكر بن العجمي عين كتاب الإنشاء الشريف بالديار المصرية وقد تمثلت بين يديه بالقاهرة المحروسة سنة إحدى وثمانمائة وطالبته بشيء من لفظه في المواليا فإنه كان إمام فنونه المتشعبة فقال للحب قالوا معناك الذي أذبلتو * جدلو بقبلة فقلبو فيك خبلتو فقال أقسم لو أن البوس سبلتو * ومات للشرق مادرتو وقبلتو ومنه قول ابن خطيب داريا تقول وقد أتتني ذات يوم * مخبرة عن الظبي الجموح يسرك أن أروح إليه أجري * فقلت لها خذي مالي وروحي ومنه قول بدر الدين الدماميني قم بنا نركب طرف اللهو * سبقا للمدام واثن يا صاح عناني * لكميت ولجام ومثله قول ابن حجر سألوا عن عاشق في * قمر باد سناه أسقمته مقلتاه * قلت لا بل شفتاه ومثله قولي عاتبته ودموعي غير جارية * لأن دمعي من طول البكا نشفا فقال لم أر وكف الدمع قلت له * حسيبك الله يا بدر الدجى وكفى ولم أستطرد إلى هذا إلا لتأييد قولي إن جميع من نسجت على منوالهم لم يرضوا بالجناس التام إذا أمكنت التورية التامة وصبح الفرق بينهما بحمد الله ظاهر وبدر مثاله في ليالي السطور سافر انتهى ما أوردته من محاسن التورية التامة ووجوب تقديمها على الجناس التام إذا كان عند الناظم يقظة وكان ممن يميل إلى هذا المذهب وأما الجناس المطرف فهو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفا في طرفه الأول وهذا هو الفرق بينه وبين المذيل فإن الزيادة في المذيل تكون في آخره وأما المطرف فتكون زيادته في أوله لتصير له كالطرف ويسمى الناقص والمردف وفي تسميته اختلاف كثير ولكن مطابقة المطرف في التسمية طرفة كقوله تعالى والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق والزيادة تارة تكون في أول الركن الثاني كما تقدم وتارة في أول الركن الأول كقول أبي الفتح البستي أبا العباس لا تحسب بأني * بشيء من حلى الأشعار عاري فلي طبع كسلسال معين * زلال من ذرى الإحجار جاري إذ ما كبت الأدوار زندا * فلي زند على الأدوار واري ومثله وكم سبقت منه إلي عوارف * ثنائي على تلك العوارف وارف وكم غرر من بره ولطائف * فشكري على تلك اللطائف طائف ومثله قول القائل قام يسعى ما بين شرب أعزه * من بني الترك أغيد فيه عزه وقصيدة هذا المطلع رأيتها في بعض التذاكر بخط الشهاب محمود ولم أعرف لها ناظما وأعجبني فيها أبيات منها يقظ ما يشير طرف إليه * بمرام إلا ويعرف رمزه كلما تفعل الصوارم تغني * عنه ألحاظه المراض بغمزه ومن نظم ابن نباتة الذي جعله نفثا عطفت كأمثال القسي حواجبا * فرمت غداة البين قلبا واجبا ومثله قولي والله ما هب النسيم بحاجر * إلا ترقرق مدمعي بمحاجري انتهى الكلام على الجناس التام والمطرف وهما في بيت البديعية ظاهران وبيت صفي الدين الحلي قوله من شأنه حمل أعباء الهوى كمدا * إذا هم شأنه بالدمع لم يلم