responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 25


وعد ضلوعه بالسقم لما * تعديتم عليه وما تعدى وقلت فيه بعد هند وبعد سلمى تعطشت * إلى رشف كل العس المى وفؤادي يقول لا تطلب الري * من الريق بعد هند وسلمى وقلت من قصيدة مطولة حين قابلت خده بدموعي * أثرت خلت ثوب خز منمم وانظر اليوم خده مع دموعي * واحك ما شئت من عقيق وعن دم والبيت الأول من المعاني المخترعة التي لم يسبق إليها انتهى ما أوردته من الكلام على الجناس المركب واستجلاء عرائس التورية وأما الجناس المطلق فإن للناس في الفرق بينه وبين المشتق معارك وسماه السكاكي وغيره المتشابه والمتقارب لشدة مشابهته وقربه من المشتق وكل منهما يختلف في الحروف والحركات ولكن الفرق بينهما دقيق قل من أتى بصحته ظاهرا فإن المشتق غلط فيه جماعة من المؤلفين وعدوه تجنيسا وليس الأمر كذلك فإن معنى المشتق يرجع إلى أصل واحد والمراد من الجناس اختلاف المعنى في ركنيه والمطلق كل ركن منه يباين الآخر في المعنى وأنا أذكر لكل واحد منهما شاهدا يزول به الالتباس فالمشتق كقوله تعالى قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم وقيل إن ما مصدرية أي لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي فعلى كل تقدير الجميع راجع إلى العبادة والمعنى في الاشتقاق راجع إلى أصل واحد ومنه قوله تعالى ومن شر حاسد إذا حسد وقوله تعالى إذا وقعت الواقعة وقوله تعالى أزفت الآزفة ومن النظم قول عمرو بن كلثوم في معلقته ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا وما ألطف قول كشاجم في خادم أسود مشهور بالظلم يا مشبها في فعله لونه * لم تحظ ما أوجبت القسمة فعلك من لونك مستخرج * والظلم مشتق من الظلمة فإن النبي قال الظلم ظلمات يوم القيامة ومن السحر الحلال قول بعض المتأخرين في هذا الباب عاتبت طيف الذي أهوى وقلت له * كيف اهتديت وجنح الليل مسدول فقال آنست نارا من جوانحكم * يضيء منها لدى السارين قنديل فقلت نار الجوى معنى وليس لها * نور يضيء وهذا القول مقبول فقال نسبتنا في الحال واحدة * أنا الخيال ونار الشوق تخييل وقد نبه على الاشتقاق في قوله نسبتنا في الحال واحدة ورأيت الشيخ شمس الدين بن الصائغ في شرحه على البردة لما انتهى إلى قول المصنف ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى * أن اشتكت قدماه الضر من ورم قال ظلمت وظلام جناس اشتقاق وهو كقوله تعالى وأسلمت مع سليمان قلت أما ظلمت وظلام فاشتقاق بلا خلاف وأسلمت مع سليمان جناس مطلق لأنه لم يرجع في المعنى إلى أصل واحد وهو أعظم شواهد البديعيين على الجناس المطلق انتهى الكلام على المشتق وأما الجناس المطلق فلشدة تشابهه بالمشتق يوهم أحد ركنيه أن أصلهما واحد وليس كذلك كقوله تعالى وإن يردك بخير فلا راد لفضله وكقوله تعالى ليريه كيف يواري سوأة أخيه ومنه ما كتب به إلى المأمون في حق عامل له وهو فلان ما ترك فضة إلا فضها ولا ذهبا إلا أذهبه ولا مالا إلا مال عليه ولا فرسا إلا افترسه ولا دارا إلا أدارها ملكا ولا غلة إلا غلها ولا ضيعة إلا ضيعها ولا عقارا إلا عقره ولا حالا إلا أحاله ولا جليلا إلا أجلاه ولا دقيقا إلا دقه فهذه الأركان هنا شواهد على الجناس المطلق ليس فيها

25

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست