وسألت من أي المعادن ثغرها * فوجدت من عبد الرحيم المعدنا وما أحلى ما قال بعد المخلص أبصرت جوهر ثغرها وكلامه * فعلمت حقا أن هذا من هنا ومثله قوله من قصيدة يمدح بها الملك المعظم مطلعها تقنعت لكن بالحبيب المعمم * وفارقت لكن كل عيش مذمم وما أحلى ما قال بعده وباتت يدي في طاعة الحب والهوى * وشاحا لخصر أو وسادا لمعصم وما أبدع ما قال منها سعدت ببدر خده برج عقرب * فكذب عندي قول كل منجم وأقسم ما وجه الصباح إذا بدا * بأوضح مني حجة عند لومي ولا سيما لما مررت بمنزل * كفضلة صبر في فؤاد متيم وما بان لي إلا بعود أراكة * تعلق في أطرافه ضوء مبسم سبحان المانح والله لقد أحرز القاضي السعيد قصبات السبق برقة هذه الألفاظ وغرابة هذه المعاني ولقد خلب القلوب وجلا ظلمة الأفهام بقوله وما بان لي إلا بعود أراكة * تعلق في أطرافه ضوء مبسم وأظنه من المخترعات والله أعلم وما أحلى ما قال بعده وقفت به أعتاض عن لثم مبسم * شهي لقلبي لثم آثار منسم ولم ير طرفي قط شملا مبددا * يقابله إلا بدمع منظم ولم يسل قلبي أو فمي عن غزالة * وعن غزل إلا بمدح المعظم ومن المخالص البديعة قول الصاحب بهاء الدين زهير من قصيدة يمدح بها الأمير نصير الدين اللمطي مطلعها لها خفر يوم اللقاء خفيرها * فما بالها ضنت بما لا يضيرها وما ألطف ما قال بعده أعدتها أن لا يعاد مريضها * وسيرتها أن لا يفك أسيرها ولم يزل هائما في طريقه الغرامية إلى أن قال وها أنا ذا كالطيف فيها صبابة * لعلي إذا نامت بليل أزورها هذا المعنى قلبه الصاحب بهاء الدين زهير على من تقدمه فيه وسبكه في أغرب القوالب البديعية وأظنه من مخترعاته ثم قال بعده من الغيد لم توقد مع الليل نارها * ولكنها بين الضلوع تثيرها تقاضي غريم الشوق مني حشاشة * مروعة لم يبق إلا يسيرها وإن الذي أبقته منها يد الهوى * فداء يشير يوم وافى نصيرها هذا المخلص استعبد الصاحب بهاء الدين زهيرا رقيق ألفاظه بحشمة توريته ومثله في الحسن قوله من قصيدة يمدح بها الملك الناصر صلاح الدين بن العزيز مطلعها عرف الحبيب مكانه فتدللا * وقنعت منه بموعد فتعللا وما أظرف ما قال بعده وأرى الرسول ولم أجد في وجهه * بشرا كما قد كنت أعهد أولا ولم يزل يدير كاسات صباباته الغرامية إلى أن قال آها لقلب ما خلا من لوعة * أبدا يحن إلى زمان قد خلا ورسوم جسم كاد يحرقه الهوى * لو لم تبادره الدموع لأشعلا ولقد كتمت حديثه وحفظته * فوجدت دمعي قد رواه مسلسلا أهوى التذلل في الغرام وإنما * يأبى صلاح الدين أن أتذللا