لنا من ربة الخالين جاره * تواصل تارة وتصد تارة تعاملني بما يحلى سلوى * ولكن ليس في جوفي مراره ولم تزل أعين هذا الغزل الرقيق تغازله إلى أن قال وقالوا قد خسرت الروح فيها * فقلت الربح في تلك الخسارة بأيسر نظرة أسرت فؤادي * كما نشأ اللهيب من الشراره ويفتك طرفها فيقول قلبي * أشن ترى صلاح الدين غاره ومثله قوله من قصيدة يمدح بها الملك الأمجد ظبية حكم ظبا مقلتها * عزة الظبي وذل الأسد كنت في ترك الهوى مجتهدا * وهي كانت زلة المجتهد كملت حسنا فلولا بخلها * خلتها بعض خلال الأمجد ومن المخالص التي نقلتها من ناصح بن قلاقس قوله من قصيدة يمدح بها أبا المنصور نور الدين محمودا عين الأمراء بالديار المصرية ماذا على العيس لو عادت بربتها * بقدر ما نتقاضاها المواعيدا رد الركاب لأمر عن في خلدي * وسمه في بديع الحب ترديدا وقف أبثك ما لان الحديد له * فإن صدقت فقل هل أبت داوودا حلت عرا النوم عن أجفان ساهرة * رد الهوى هدبها بالنجم معقودا تفجرت وعصا الجوزاء تضربها * فاذكرتني موسى والجلاميدا وما أحلى ما قال بعده كناية عن طول الليل يا ثعلب الصبح يا سرحان أوله * كل الثريا فقد صادفت عنقودا ولم يزل ينثر هذه العقود الثمينة مع تفخيم هذا النظم إلى أن قال ما لي وما للقوافي لا أسيرها * إلا واقعد محروما ومحسودا أسكرتهم بكؤوس الراح مترعة * ولم أنل منهم إلا العرابيدا سمعت بالجود مفقودا فهل أحد * يقول إني وجدت الجود موجودا الحمد لله لا والله ما نظرت * عيناي بعد أبي المنصور محمودا هذا المخلص حلاه نصر الله بن قلاقس مع زيادة حسنة بشعار التورية ومثله قوله من قصيدة يمدح بها الشيخ سديد الدين المعروف بالحصري مطلعها أروه الجلنار من الخدود * وأخفوا عنه رمان النهود وقال بعده وحلوا مقلتيه بدر دمع * تبسم في المخانق والبرود وما غرسوا نخيل العيس إلا * وهم فيها من الطلع النضيد سقى مصرا وساكنها ملث * طليل البرق صخاب الرعود موارد بي لها ظمأ شديد * ولكن لا سبيل إلى الورود هل الرأي السديد البعد عنها * نعم إن كان للشيخ السديد ويعجبني من مخالص القاضي السعيد هبة الله بن سنا الملك قوله من قصيدة يمدح بها القاضي الفاضل أتى فيها بحسن التخلص ولم يخلص من إشراك عيون الغزل لغرابة أسلوبها ضنت بطرف ظل بعدي سقمه * أرأيتم من ضن حتى بالضنى يا عاذلين جهلتم فضل الهوى * وعذلتم فيه ولكني أنا إني رأيت الشمس ثم رأيتها * ماذا علي إذا هويت الأحسنا