responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 146


لتقبيل أفواه وإعطاء نائل * وتقليب هندي وحبس عنان والمقدم في هذا الباب وهو الذي انتهت إليه نهاية البلاغة قوله تعالى فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون فإنه قسم يوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأكمل عظمة حاصلة من ربوبية السماء والأرض وتحقيق الوعد بالرزق وحيث أخبر سبحانه وتعالى أن الرزق في السماء وأنه رب السماء يلزم من ذلك قدرته على الرزق الموعود به دون غيره انتهى الكلام على القسم الذي يراد به الفخر والمدح والتعظيم وأما ما جاء من القسم في النسيب فكقول الشاعر جنى وتجنى والفؤاد يطيعه * فلا ذاق من يجني عليه كما يجني فإن لم يكن عندي كعيني ومسمعي * فلا نظرت عيني ولا سمعت أذني ومما جاء من القسم في الغزل قول ابن المعتز لا والذي سل من جفنيه سيف ردى * قدت له من عذاريه حمائله ما صارمت مقلتي دمعا ولا وصلت * غمضا ولا سالمت قلبي بلابله الذي وقع عليه الاتفاق أن هذا أحسن ما وقع من القسم في الغزل إذ القسم والمقسم عليه كل منهما داخل في باب الغزل ولكن قال الشيخ زكي الدين بن أبي الأصبع إن الذي وقع لجميل بن معمر العذري في هذا الباب ما تحسن العبارة تفصح عن لفظه ووصفه وهو قوله على لسان محبوبته قالت وعيش أبي وأكبر إخوتي * لأنبهن الحي إن لم تخرج فخرجت خيفة أهلها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تلجج ثم قال أعني ابن أبي الأصبع رحم الله جميلا لقد تظرف في هذين البيتين ما شاء لأنه أتى بهما من باب الهزل الذي يراد به الجد وأغرب في القسم فيهما وأدمج في القسم حسن ائتلاف اللفظ مع المعنى وأتى بما لا يوفيه واصف حقه انتهى كلام ابن أبي الأصبع قلت وإذا وصلنا في القسم إلى باب الهزل الذي يراد به الجد فهذب الدين أحمد بن منير الطرابلسي قائد هذا العنان وفارس هذا الميدان وما ذاك إلا أنه هاجر إلى مدينة السلام بغداد والشريف الموسوي نقيب الأشراف بها وبابه حرم الوافدين وينابيع الفضل التي هي مناهل الواردين وكان يقال إن الشريف المشار إليه من كبار الشيعة ببغداد وعلى هذا أجمع غالب الناس فجهز إليه ابن منير عند قدومه بغداد هدية مع مملوكه تتر بل معشوقه الذي اشتهر به في الخافقين غرامه وأبدع في أوصافه الجميلة نظامه فقبل الشريف هديته واستحسن المملوك فأدخله في الهدية وقصد أن يعوضه عن ذلك بأضعافه فلما شعر ابن منير بذلك التهبت أحشاؤه على مملوكه بل معشوقه تتر وكتب إلى الشريف على الفور قصيدة أولها عذبت قلبي يا تتر * وأطرت نومي بالفكر ومنها بالمشعرين وبالصفا * والبيت أقسم والحجر وبمن سعى فيه وطاف * به ولبي واعتمر إن الشريف الموسوي * بن الشريف أبي مضر أبدى الجحود ولم يرد * إلي مملوكي تتر واليت آل أمية * الطهر الميامين الغرر وجحدت بيعة حيدر * ورجعت عنه إلى عمر وإذا جرى ذكر الصحابة * بين جمع واشتهر قلت المقدم شيخ * تيم ثم صاحبه عمر ما سل قط ظبا على * آل النبي ولا شهر

146

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست