responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 145


هذا الشاعر لما أمر بالرشاد وبذل النصح ولم يطع ندم على بذل النصيحة لغير أهلها ويلزم من ذلك عتابه لنفسه فتكون دلالة البيتين على عتابه لنفسه دلالة إلتزامية لا دلالة المطابقة ولا يصلح أن يكون شاهدا على هذا النوع إلا قول شاعر الحماسة أقول لنفسي في الخلاء ألومها * لك الويل ما هذا التجلد والصبر انتهى كلام ابن أبي الأصبع فانظر ما أحلى ما صرح هذا الشاعر بذكر النفس واللوم لها وخاطبها بكاف الخطاب ليتمكن عتبه وتقريعه المؤلم لها وبيت الشيخ صفي الدين الحلي فيه أنا المفرط أطلعت العدو على * سري وأودعت نفسي كف مجترم الشيخ صفي الدين حكى أنه فرط في اطلاع عدوه على سره وإيداع نفسه كف مجترم لا غير وأين هو من قول شاعر الحماسة وقد قال لنفسه على سبيل العتب والتوبيخ لك الويل ما هذا التجلد والصبر والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي عتبت نفسي إذ أتعبتها بهوى * مجهول سبل بلادها دولا علم الشيخ عز الدين حكى أيضا أنه عاتب نفسه وذكر أنه هو الذي أتعبها وكلفها حمل الهوى فالعتاب هنا من كل وجه لم يترتب على غيره وما مقدار هذا النوع حتى إن الشاعر لم يأت به على صيغته لا سيما ونظام البديعيات قد التزموا أن يأتوا به شاهدا على نوعه وبيت بديعيتي يا نفس ذوقي عتابي قد دنا أجلي * مني ولم تقطعي آمال وصلهم أقول إن هذا البيت ينظر إلى بيت شاعر الحماسة في علو طباقه وإن كان من الفحول التي لها فضيلة السبق فقد زاحمه في حلبة سباقه مع أن عروس التسمية يضوع عطرها من أطواق الطروس ويقول مزكوم الذوق وقد عاد له الشم لا عطر بعد عروس وأين هذا النشر الواضح والرقة التي ود النسيم لو انتظم معها وانسجم من عقادة بيت الشيخ عز الدين وقد أمسى بها مجهولا بلا هاد ولا علم ذكر القسم برئت من أدبي والعز من شيمي * إن لم أبر بنأى عنهم قسمي القسم أيضا حكاية حال واقعة وليس تحته كبير أمر ولكن تقرر أن الشروع في المعارضة ملزم وهو أن يقصد الشاعر الحلف على شيء فيحلف بما يكون له مدحا وما يكسبه فخرا وما يكون هجاء لغيره فمثال الأول قول مالك بن الأشتر النخعي في معاوية ابن هند بقيت وفري وانحرفت عن العلا * ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن هند غارة * لم تخل يوما من ذهاب نفوس فقول ابن الأشتر تضمن المدح لنفسه والفخر الزائد والوعيد للغير ومثله قول أبي علي البصير يعرض بعلي بن الجهم أكذبت أحسن ما يظن مؤملي * وهدمت ما شادته لي أسلافي وعدمت عاداتي التي عودتها * قدما من الأسلاف والأخلاف وغضضت من ناري ليخفى ضوؤها * وقريت عذرا كاذبا أضيافي إن لم أشن على علي خلة * تمسي قذى في أعين الأشراف وقد يقسم الشاعر بما يريده الممدوح ويختاره كقول الشاعر إن كان لي أمل سواك أعده * فكفرت نعمتك التي لا تكفر وأحسن ما سمع في القسم على المدح قول الشاعر خفت بمن سوى السماء وشادها * ومن مرج البحرين يلتقيان ومن قام في المعقول من غير رؤية * فأثبت في إدراك كل عيان لما خلقت كفاك إلا لأربع * عقائل لم تعقل لهن ثواني

145

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست