responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 136


فإن قيل إنه قصد التساوي في عينيه بالعمى صح وإن قيل إنه قصد التساوي في الأبصار صح فتسمية النوع هنا بالإبهام أليق من تسميته بالتوجيه ومطابقة التسمية فيه لا تخفى على أهل الذوق الصحيح وهذا مذهب ابن أبي الأصبع فإنه هو الذي تخير الإبهام ونزل عليه هذه الشواهد واختصر التوجيه من كتابه وقال في ديباجته وربما أبقيت اسم الباب وغيرت مسماه إذا رأيت اسمه لا يدل على معناه وقد أجمع الناس على أن كتابه المسمى بتحبير التحرير أصح كتاب ألف في هذا الفن لأنه لم يتكل فيه على النقل دون النقد وغالب الجماعة غيروا بعض القواعد وبدلوا أكثر الأسماء والشواهد ووضعوها في غير محلها وإذا وصلت إلى بديع ابن منقذ وصلت إلى الخبط والفساد والجمع بين أسباب الخطاء وأنواعه من التداخل والتبديل والسكاكي ومن تبعه سموا هذا النوع التوجيه ونسج الناس على منوالهم إلى أن تخير ابن أبي الأصبع نوع الإبهام وقرر له الشواهد التي هي أليق به من التوجيه ولم أسمع من شواهد الإبهام غير البيت المنظوم في الخياط والبيتين المنظومين في الحسن ابن سهل وهذا النوع صعب المسلك في نظمه لأن المراد من الناظم أن يبهم المعنيين بحيث لا يكاد أحدهما يترجح على الآخر ومن أظرف ما وقع في هذا الباب وقد أوردته في باب الإبهام أن القاضي زين الدين بن القرناص الحلبي غفر الله له ألف تاريخا قريبا من قباء الخياط وهاجر إلى حماة المحروسة بسبب الكتابة عليه ورسم لي بعد وقوفي عليه بالكتابة عليه فكتبت على التاريخ المذكور هذين البيتين تاريخ زين الدين فيه عجائب * وبدائع وغرائب وفنون فأذاب تاه مناظر في جمعه * خبره عني إنه مجنون ومن أغرب ما نقل من شواهد الإبهام التي ما تليق بغيره أن أبا مسلم الخراساني قال يوما لسليمان بن كثير بلغني أنك كنت في مجلس وقد جرى ذكري فقلت اللهم سود وجهه واقطع رأسه واسقني من دمه فقال نعم قلت ذلك ونحن جلوس بكرم حصرم فاستحسن أبو مسلم إبهامه وعفا عنه لسداد جوابه رجع إلى ما كنا فيه من تقرير نوع التوجيه قد تقدم أن المتقدمين نزلوه منزلة الإبهام وسموه توجيها واستشهدوا عليه بالشواهد التي تقدم ذكرها وأما التوجيه عند المتأخرين فقد قرروا أن يوجه المتكلم بعض كلامه أو جملته إلى أسماء متلائمة اصطلاحا من أسماء الأعلام أو قواعد علوم أو غير ذلك مما يتشعب له من الفنون توجيها مطابقا لمعنى اللفظ الثاني من غير اشتراك حقيقي بخلاف التورية وهذا هو مذهب الشيخ صفي الدين وعلى هذا المنوال نسج بديعيته وقد تقدم أن بديعيته نتيجة سبعين كتابا في هذا الفن وعلى منواله نسجت بديعيتي لأجل المعارضة وقد أدخل جماعة نوع التوجيه في التورية وليس منها والفرق بينهما من وجهين أحدهما أن التورية تكون باللفظة المشتركة والتوجيه باللفظ المصطلح عليه والثاني أن التورية تكون باللفظة الواحدة والتوجيه لا يصح إلا بعدة ألفاظ متلائمة كقول علاء الدين الوداعي من أم بابك لم تبرح جوارحه * تروي أحاديث ما أوليت من منن فالعين عن قرة والكف عن صلة * والقلب عن جابر والأذن عن حسن أقول لو بلغت ما عسى أن أبلغه لما وجدت للمتقدمين شاهدا أحسن من هذين البيتين على هذا النوع ولذلك قدمتهما سبحان المانح لقد أظهر الشيخ علاء الدين الوادعي من محاسن الأدب في التوجيه وجوها تخجل الأقمار ويتمسك الناس بعده بطيب هذه الآثار أما قرة فهو قرة ابن خالد السدوسي وهو ثقة يروي عن الحسن وابن سيرين وليس بتابعي وأما صلة فهو صلة بن أشيم العدوي كان من كبار التابعين وهو زوج معاذة العدوية وهي تروي عن عائشة وأما جابر فهو جابر بن عبد الله صاحب رسول الله وليس بجابر الجعفي لأن جابر الجعفي ضعيف وهو

136

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست