نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 271
والحسرة عليها وكونه قد حيل بينه وبين محبوبه على وجه لا يرجوا اجتماعه به أبدا ولم يحصل له هناك محبوب يعوضه عنه فهذا أشد الناس عذابا في قبره يعمل الهم والغم والحزن والحسرة في روحه ما تعمل الديدان وهوام الأرض في جسمه كما قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ابن عبد الكريم حدثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه أن حزقيل كان فيمن سبى بختنصر فذكر عنه حديثاً وفي آخره قال : فبينا أنا نائم على شط الفرات إذا أتاني ملك فأخذ برأسي فاحتملني حتى وضعني بقاع من الأرض قد كانت معركة قال : وإذا فيه عشرة آلاف قتيل قد بددت الطير والسباع لحومهم وفرقت أوصالهم قال لي : إن قوما يزعمون أن من مات منهم أو قتل فقد انفلت مني وذهبت عنه قدرتي فادعهم قال حزقيل : فدعوتهم فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله الذي انقطع منه ما الرجل بصاحبه بأعرف من العظم بمفصله الذي فارق حتى أم بعضها بعظائم نبت عليها اللحم ثم نبتت عليها العروق ثم انبسطت الجلود وأنا أنظر إلى ذلك ثم قال : ادع أرواحهم قال : فدعوتها فإذا كل روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق فلما جلسوا سألتهم فيم كنتم قالوا : إنا لما متنا وفارقنا الحياة لقينا ملك فقال : هلموا أعمالكم وخذوا أجوركم كذلك سنتنا فيكم وفيمن كان قبلكم وفيمن هو كائن بعدكم قال : فنظر في أعمالنا فوجدنا نعبد الأوثان فسلط الدود على أجسادنا وجعلت الأرواح تألمه وسلط لغم على أرواحنا وجعلت أجسادنا تألمه ، فلم نزل كذلك نعذب حتى دعوتنا . ولا يستريح عاشق الدنيا ، فقولهم : ( كنا نعبد الأوثان ) فسيان عبادة الأثمان وعبادة الأوثان تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم . والمقصود أن محب الدنيا يعذب في قبره ويعذب يوم لقاء ربه قال تعالى : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) قال بعض السلف : يعذبهم بجمعها
271
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 271