نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 223
وإن تأخر في الدخول كما أن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب - ومنهم عكاشة بن محصن - قد يدخل الجنة بحساب من يكون أفضل من أحدهم في الدرجات لكن أولئك استراحوا من تعب الحساب فهذا في الفقر المذكور في الكتاب والسنة وهو ضد الغنى الذي يبيح أخذ الزكاة أو الذي لا يوجب الزكاة . ثم قد صار في اصطلاح كثير من الناس الفقر عبارة عن الزهد والعبادة والأخلاق ويسمون من اتصف بذاك : فقيراً وإن كان ذا مال ومن لم يتصف بذلك قالوا : ليس بفقير وان لم يكن له مال وقد يسمى هذا المعنى تصوفاً ومن الناس من يفرق بين مسمى الفقير والصوفي ثم من هؤلاء من يجعل مسمى الفقير أفضل ومنهم من يجعل مسمى الصوفي أفضل . والتحقيق في هذا الباب أنه لا ينظر إلى الألفاظ المحدثة بل ينظر إلى ما جاء به الكتاب والسنة من الأسماء والمعاني والله قد جعل وصف أوليائه الايمان التقوى فمن كان نصيبه من ذلك أعظم كان أفضل والأغنياء مما سوى ذلك والله أعلم .
223
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 223