responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 221


قلت : يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال : ( جهد من مقل ) .
وفي سنن النسائي من حديث الأوزاعي عن عبيد بن عمير عن عبد الله ابن حبشي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأعمال أفضل قال : ( ايمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة ) قيل : فأي الصلاة أفضل قال : ( طول القيام ) قيل : فأي الصدقة أفضل قال : ( جهد من مقل ) قيل : فأي الهجرة أفضل قال : ( من هجر ما حرم الله عليه ) قيل : فأي الجهاد أفضل قال : ( من أهريق دمه وعقر جواده ) .
وهذه الأحاديث كلها تدل على أن صدقة جهد المقل أفضل من صدقة كثير المال ببعض ماله الذي لا يتبين أثر نقصانه عليه وإن كان كثيراً لأن الأعمال تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب لا بكثرتها وصورها بل بقوة الداعي وصدق الفاعل واخلاصه وايثاره الله على نفسه فأين صدقة من آثر الله على نفسه برغيف هو قوته إلى صدقه من أخرج مائة ألف درهم من بعض ماله غيضاً من فيض فرغيف هذا درهمه في الميزان أثقل من مائة ألف هذا والله المستعان .
[ فصل ] واحتجوا بما رواه ابن عدي من حديث سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد عن أبيه عن عطاء سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم توفني فقيراً ولا توفني غنياً ) .
وهذا الحديث لا يصح فان خالد بن يزيد هذا هو خالد بن يزيد بن عبد الرحمن ابن مالك الدمشقي أجمعوا على ضعفه وعدم الاحتجاج بحديثه قال أحمد : ليس بشيء وقال ابن معين : واه ونسبه يحيى إلى الكذب وقد تقدم فيه .
وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة فقال : قد تنازع كثير من المتأخرين في الغنى الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل فرجح هذا طائفة من العلماء والعباد ورجح هذا طائفة أخرى من العلماء والعباد وحكى في ذلك عن الإمام أحمد روايتان وأما الصحابة والتابعون رضي الله عنهم فلم

221

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست