نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 210
والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) ( آل عمران : 16 - 17 ) . فأخبر سبحانه أن ما أعد لأوليائه المتقين من متاع الآخرة خير من متاع الدنيا وهو نوعان : ثواب يتمتعون به وأكبر منه وهو رضوانه عليهم قال تعالى : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاما ) ( الحديد : 20 ) ، فأخبر سبحانه عن حقيقة الدنيا بما جعله مشاهداً لأولى البصائر وأنها لعب ولهو تلهو بها النفوس وتلعب بها الأبدان واللعب واللهو لا حقيقة لهما وأنهما مشغلة للنفس مضيعة للوقت يقطع بها الجاهلون العمر فيذهب ضائعاً في غير شيء ثم أخبر أنها زينة زينت للعيون وللنفوس فأخذت بالعيون وبالنفوس استحساناً ومحبة ولو باشرت القلوب معرفة حقيقتها ومآلها ومصيرها لأبغضتها ولآثرت عليها الآخرة ولما آثرتها على الآجل الدائم الذي هو خير وأبقى . قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها ) . وفي جامع الترمذي من حديث سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) قال الترمذي : حديث صحيح . وفي صحيح مسلم من حديث المستورد بن شداد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع ) وأشار بالسبابة .
210
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 210