نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 160
إليك مني بعمل قبيح وأنت مع غناك عني تتحبب إلى بالنعم وأنا مع فقري إليك وفاقتي أتمقت إليك بالمعاصي وأنت في ذلك تجبرني وتسترني وترزقني . وكان أبو المغيرة إذا قيل له : كيف أصبحت يا أبي محمد قال : أصبحنا مغرقين في النعم عاجزين عن الشكر يتحبب إلينا ربنا وهو غني عنا ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون . وقال عبد الله بن ثعلبة : إلهي من كرمك أنك تطاع ولا تعصى ومن حلمك أنك تعصى وكأنك لا ترى وأي زمن لم يعصك فيه سكان أرضك وأنت بالخير عواد . وكان معاوية بن قرة إذا لبس ثوباً جديداً قال : بسم الله والحمد لله . وقال أنس بن مالك : ما من عبد توكل بعبادة الله إلا عزم الله السماوات والأرض تعبر رزقه فجعله في أيدي بني آدم يعملونه حتى يدفع عنه إليه فإن العبد قبله أوجب عليه الشكر وان أباه وجد الغنى الحميد عباداً فقراء يأخذون رزقه ويشكرون له . وقال يونس بن عبيد : قال رجل لأبي تميمة : كيف أصبحت قال : أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل : ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد ومودة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي . وروى ابن أبي الدنيا عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام قال : يا رب ما الشكر الذي ينبغي لك قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكري . وروى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : دعى رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يديه قال : ( الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسى من
160
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 160