responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 145


ويكفي في فضله قوله صلى الله عليه وسلم : ( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الشاكر ) فذكر ذلك في معرض تفضيل الصبر ورفع درجته على الشكر فإنه الحق الشاكر الصابر وشبهه به ورتبة المشبه به أعلى من رتبة المشبه وهذا كقوله : ( مدمن الخمر كعابد وثن ) ونظائر ذلك .
قالوا : وإذا وازنا بين النصوص الواردة في الصبر والواردة في الشكر وجدنا نصوص الصبر أضعافها ولهذا لما كانت الصلاة والجهاد أفضل الأعمال كانت الأحاديث فيهما في سائر الأبواب فلا نجد الأحاديث النبوية في باب الصلاة أكثر منها في باب الصلاة والجهاد .
قالوا : وأيضاً فالصبر يدخل في كل باب بل في كل مسألة من مسائل الدين ولهذا كان من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد .
قالوا : وأيضاً فالله سبحانه وتعالى علق على الشكر الزيادة فقال : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) ( إبراهيم : 7 ) وعلق على الصبر الجزاء بغير حساب وأيضاً فإنه سبحانه أطلق جزاء الشاكرين فقال : ( وسيجزي الله الشاكرين ) ( آل عمران : 144 ) وقيد جزاء الصابرين بالاحسان فقال : ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .
قالوا : وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يقول الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) - وفي لفظ - : ( كل عمل ابن آدم

145

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست