دعاء الغائب للغائب أعظم إجابة من دعاء الحاضر ( دعاء الغائب للغائب أعظم إجابة من دعاء الحاضر ؛ لأنه أكمل إخلاصاً وأبعد عن الشرك ؛ فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر ؟ ! وفي « صحيح مسلم » عن النبي ( ص ) أنه قال : « ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة ؛ إلا وكَّل الله به ملكاً كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثله » [1] . وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه ، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته ؛ فلهذا كان طلب الدعاء جائزاً ، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه والأفعال التي يقدر عليها . فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ؛ فلا يجوز أن يُطلب إلا من الله سبحانه ، لا يُطلب ذلك لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم ، ولا يجوز أن يقال لغير الله : اغفر لي ، واسقنا الغيث ، وانصرنا على القوم الكافرين ، أو اهد قلوبنا ، ونحو ذلك ) [2] * * *
[1] انظر : « صحيح مسلم » ( كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب ، 2732 ) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه . [2] « مجموع الفتاوى » ( 1 / 328 - 329 ) .