responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 2  صفحه : 377


مولى أحمد كان فاضلا متبحّرا في الفنون كلَّها ، مجتهدا في الفقه في عصره وأوانه وفريدا في دهره وزمانه حسب ماله وهديه ومؤلفاته ومصنفاته ، ولقد سمّيت باسمه ونوديت برسمه ، وعرفت بالحاج مولى آغا وما أدركت دورانه بل طويت زمانه ، ولقد كان رحمه الله ساكنا مسكن آبائه في هذا الزمان مسترسلا بأنّ ( حبّ الوطن من الإيمان ) وكان مسكنهم قصبة يقال لها : خوئين من توابع الخمسة السلطانية وبينها مسافة شرعية إلى زنجان ، وكانت هذه القصبة مسقط رأسي ، ولدت فيها في الليلة السابعة عشر من أوّل الربيعين بعد أن مضى من الهجرة ألف ومائتان وسبع وأربعون ، وكنت بعد ما صفوت حينا وصبيت صغرا وميّزت التاء من الياء والياء من الهاء ، ربيت في حجر والدي علما وأدبا وكتبا ودأبا ، فبعد ما مضت مني السّبعة واستغنيت بعد حفظ القرآن من الكتب الفارسية اللاحقة ، شرعت في الثمانية بالعلوم الأدبية العربية صرفا ونحوا وميزانا ، ولمّا قاربت الثلاث عشر فرغت منها وألفت علم المعاني والبيان وكتبت مقدمة الأصول ، ولما راهقت التكليف أجاب والدي منادي الرب ولم أبلغ بعد الحلم ، فانقلب الزمان عليّ ، وهجم المدمّر الخوان إليّ ، وبقيت في حجر والدتي مع الإخوة وأحاط بنا الفقر والعسر وذهب عنا اليسر ، فنحن في عويل ورحيل من قرية إلى قرية . ومن ناحية إلى ناحية ، فسنة نسكن هذه واخرى اخرى ، إلى أن مضت سنين ونحن في كدّ بلا يمين إذ الاخوة صغار وأصاغر وانا ليس عندي شيء من الصنائع والأظافر ، فبقيت معرّق الجبين من الانفصال عنهم في ضيق وأنين ، فبعد ما أحاطتني الهموم وحضرتني الغموم أمرتني والدتي بالهجرة إلى قزوين لتحصيل علوم الدين ، وعاهدتني بصلاة الليل في جميع الأحوال مع اليسر والعافية أو عسر وخاصية ، فشددت رحلا بلا راحلة ، ولزمت الطريق غائلة ، فلما وصلت القزوين سكنت مدرسة تسمى بالنصيرية ، واشتغلت بقراءة المعالم في الأصول والروضة في الفروع ، وباحثت في المقدمات نحوا وميزانا وبيانا باستغراق الزمان ليلا ، واتفق ارتحال السلطان محمد شاه ولم يمض ستة أشهر من إقامتي فشتّت شمل أهالي البلدة وانقلب حالاتهم وارتفعت

377

نام کتاب : فهرس التراث نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 2  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست