الجليل عبد الرحيم البروجردي ( ت / 1273 ه ) ، وآب إلى إيران بعد مضيّ أربع سنين تقريبا ، ثم هاجر إلى العراق مرة ثانية 1278 وعكف على الاستفادة من الآية الكبرى أو مشايخه في الرواية الشيخ عبد الحسين الطهراني الشهير ب ( شيخ العراقين ) المتوفى سنة 1286 ه في كربلاء ، وكان رحمه الله في غاية الجد والاجتهاد . فكم من هجرة قام بها لأجل طلب العلم ، فبعد ما حج البيت الحرام في سنة 1280 ه ، بقي في النجف الأشرف وحضر بحث الامام الشيخ مرتضى الأنصاري أشهرا قلائل إلى أن توفي الشيخ رحمه الله في سنة 1281 ه ، فهاجر إلى إيران في سنة 1284 ه ، ولما فاز بزيارة ثامن الحجج عليهم السّلام رجع إلى العراق في سنة 1286 ه ، وهي سنة وفاة شيخه شيخ العراقين ، ورزق الحج ثانيا ورجع إلى النجف الأشرف فبقي فيها سنتين لازم خلالها درس السيد المجدد الشيرازي ، وكان بها إلى أن هاجر أثر استاذه إلى سامراء في 1291 بأهله وعياله مع شيخه المولى فتح علي السلطانآبادي وصهره على ابنته الشيخ فضل الله النوري ، ثم رزق حج البيت ثالثا ، ثم زار الامام الرضا عليه السّلام في سنة 1297 ه ، وحج البيت مرة رابعة في سنة 1299 ه ، وكان بسامراء إلى أن هاجر بأهله إلى النجف الأشرف بعد وفاة استاذه الشيرازي المتوفى سنة 1312 ه بسنتين ، أعني 1314 ه ، وقد تشرفت بخدمته للمرة الاولى بسامراء في سنة تشرّفي للعتبات المقدسة سنة 1313 ه وهي سنة وفاة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وذلك عند ما قصدت سامراء زائرا قبل ورودي إلى النجف ، فتوفقت لزيارته في داره ، وبعد مهاجرته إلى النجف سنة 1314 ه لازمته ملازمة الظلّ لصاحبه ، وكان من الباقيات الصالحات له : أن سنّ في تلك الأوان زيارة سيد الشهداء سلام الله عليه مشيا على الأقدام ، فكان يزوره عليه السّلام في جمع غفير من العلماء الأعلام ، وفي السنة الأخيرة أعني زيارة العرفة عام 1319 - وهي سنة الحج الأكبر التي اتفق فيها الجمعة والأضحى والنيروز في يوم واحد - تشرفت بخدمته إلى كربلاء ماشيا ، ومن بعد هذه الزيارة ظهرت آثار المرض به بالتفصيل الذي ذكرته في القسم الأوّل من نقباء البشر في القرن الرابع