كانت نتيجة الحرب الظالمة ما يقارب المليون من الشهداء المسلمين ممّن لم يكن لهم في الحرب ناقة ولا جمل . وهكذا تبددت الجهود التي كان ينبغي الاستفادة منها لتحرير فلسطين ، حيث قتل المسلمون ونسيت القيادات طريقها وأهدافها ، ولم يخسر في هذه الحرب سوى المسلمون ، ولم ينتفع منها سوى أعدائهم بتقليل نفوس المسلمين وسلب أموالهم . وفي هذا القرن أيضا ظهرت أحزاب سياسية حلَّت محلّ المذاهب الإسلامية في القرن الماضي ، واشتعلت الحروب بين هذه الأحزاب وطرأت المناوشات بنفس المستوي ، إن لم تكن أكثر فتكا حيث تسلَّحت بأسلحة فكرية ومادية حديثة . ومن السمات البارزة لهذا القرن أيضا تسابق الدول الإسلامية في الاستقلال لتلتحق بالمجتمع الدولي ، فأخذت الجامعة الإسلامية تتقلَّص تدريجيا ويحل محلها الجامعة العربية ، والتي لم تجمعهم سوى الاسم والمناسبات ، ولم يكن لها أي أثر ملموس في قضايا الامّة المصرية . وشغلت قضية فلسطين معظم الأفكار والصحف والإذاعات ، ولم تتعداها إلَّا في مناسبات خاصة ، حيث أخذ الشعب قراره بقتل الحكام العملاء . ومن خصائص هذا القرن دور الصهيونية العالمية في إيجاد دويلة إسرائيل ، والتعاون مع الاستعمار العالمي باعداد التفوّق العسكري والسيطرة الاقتصادية على الشرق والحدود الاقليمية ، وتكوين دول مستقلة ذات أنظمة مقتبسة من الأنظمة السياسية الغربيّة ، فقامت إسرائيل في الشرق في هذا القرن بدور بريطانيا في أوربا في القرن الماضي ، وأصبحت الولايات العثمانية دولا صغيرة ، بل أصبحت بعض مدنها دولا مستقلة ، بينما اختفت من الوجود الولايات ذات الأغلبية الشيعية كالإحساء ، وتضاءلت دول ذات طابع اسري أو مذهبي ولم يبق منها سوى إيران الشيعية ، والمغرب العلوية ، ودول الشيوخ والأمارات ، والكويت والبحرين والسعودية ، وهي بدورها تنتظر مصيرا