من خصائص القرن الرابع عشر الهجري انّ القوى المعادية والمخالفة للدين في مصر أخذت تحارب النشاط الإسلامي بصفة عامة والنشاط الشيعي بصفة خاصة ، ومن نماذج النوع الأوّل اعدام السيد قطب في مصر ، والقضاء على الإخوان المسلمين ، وإلغاء الأحزاب الإسلامية في العراق وإيران وسوريا .
ومن نماذج النوع الثاني الهجوم على الحوزة العلمية والقادة الدينيين في النجف الأشرف ، فابتدأت السلطات الغاشمة في العراق في 20 صفر سنة 1399 ه بتهجير وتسفير جمع من الطلاب فجأة ومن مختلف الجنسيّات لمعرفة مدى ردّ الفعل الناشىء جراء هذه الأعمال ، وعلى أثرها قطع السيد محسن الحكيم قدّس سرّه زيارته في كربلاء احتجاجا على هذه المبادرات الشرّيرة فواجهته الحكومة باتهام نجله السيد مهدي الحكيم بالتجسس ، فاضطر إلى الاختفاء ومغادرة الوطن .
ثم في 12 ذي القعدة 1394 ه اعدم البعثيون جماعة من العلماء بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية ، وفي آخر شهر ذي القعدة اعدمت جمعا آخر من العلماء والمفكرين .
في 20 صفر 1397 ه استخدمت الطائرات والمدافع لضرب زوار الإمام الحسين عليه السّلام ، واعدمت جمعا آخر منهم .
وفي 17 رجب 1399 اعتقل السيد محمد باقر الصدر وشقيقته وأعدمتهما الحكومة الظالمة في سنة 1401 ه ، وهكذا استمرت الحملات المسعورة ضدّ الشيعة سرا وجهارا في العراق ، واندلعت نار الحرب بين الدولتين الجارتين المسلمتين العراق وإيران وعرفت بحرب الخليج ، واستمرت ثمانية أعوام ( 1401 - 1408 ه ) - ( 1973 - 1980 م ) بعد أن ألغى العراق اتفاقية الجزائر في 4 / 9 / 1401 من جانب واحد بدعوى تحرير الشعب العربي في خوزستان ، ولم يتحرّر بل زاده دمارا وخرابا ، ولم يحرر شطَّ العرب بل

189