نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 53
المكانة العالية والمنزلة السامية . حيث لم يكن هناك سواه ممن تعرفهم الناس من الصحابة إلا نزر يسير ، أو عابر سبيل ، لذلك تبوأ مقام المرجع الوحيد في شرائع الاسلام وعلوم الكتاب والسنة . وشتان بين مقامه في مصر ، ومقام أبي هريرة في المدينة ، إذ كان لعبد الله في نفوس أهل مصر منزلة العالم المرشد الصدوق وعز ابن الحاكم الفاتح عنوة ، أما أبو هريرة في المدينة ، فقد كان كواحد من ألوف الصحابة وأبو هريرة لم يكن منهم ، على أنه كان متهما عندهم وكثيرا ما كانوا ينقمون عليه اكثاره على رسول الله صلى الله عليه وآله فيقولون : ان أبا هريرة يكثر الحديث ، ويقولون : ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه [1] فمقامه في المدينة والحال هذه كان أدعى لقلة روايته . فمن الغريب أن يكون حديثه أكثر من حديث عبد الله ، وخصوصا بعد اعترافه له . وبعد العلم بأن عبد الله عمر بعد أبي هريرة زمنا ليس بالقصير [2] . والحق ان أبا هريرة إنما اعترف لعبد الله في أوائل امره بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حين لم يكن مفرطا هذا الافراط الفاحش ، فإنه انما تفاقم افراطه ، وطغى فيه على عهد معاوية ، حيث لا أبو بكر ولا عمر ولا علي . ولا غيرهم من شيوخ الصحابة الذين كان يخشاهم أبو هريرة كما أشرنا إليه وسنوضحه في محله من هذا الاملاء إن شاء الله تعالى .
[1] كان أبو هريرة يتذمر منهم ويشكوهم إلى الله فيما أخرجه البخاري عنه في آخر المزارعة من الجزء الثاني من صحيحه . [2] لان أبا هريرة توفي - كما في آخر ترجمة من الإصابة - سنة سبع وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين . وقيل سنة تسع وخمسين ، أما عبد الله به عمرو بن العاص فقد مات - كما في ترجمة من الإصابة - سنة خمسين وستين ، وقيل سنة ثمان وستين وقيل سنة تسع وستين ، وقيل - كما في ترجمة من كتاب القيسراني في رجال الصحيحين - مات سنة اثنين وتسعين ، والله تعالى أعلم .
53
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 53