نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 52
ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أحدا أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من عبد الله بن عمرو ( بن العاص ) فإنه كان يكتب ولا اكتب اه . يعترف أن عبد الله هذا كان أكثر منه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما ترى ، وقد بحثنا عن حديث عبد الله بن عمرو فوجدناه سبعمائة مسند لا يزيد على هذا العدد شيئا [1] . فهو دون السبع من حديث أبي هريرة كما لا يخفى . وقد أرتج على العلماء الاعلام باب الاعتذار عن أبي هريرة في هذا التهافت ، لكن ابن حجر القسطلاني والشيخ زكريا الأنصاري قد اعتذرا عند انتهائهما إلى هذا الحديث في شرحيهما [2] بأن عبد الله بن عمرو بن العاص سكن مصر ، وكان الواردون إليها قليلا فقلت روايته ، بخلاف أبي هريرة ، فإنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة ، فكثرت روايته . وأنت تعلم أن كلام أبي هريرة بظاهره ، بل بصريحه يحبط هذا الاعتذار الا تراه يقول : ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فان معناه - كما في ارشاد الساري وفي تحفة الباري كليهما - ما أحد من أصحاب النبي حديثه أكثر من حديثي الا أحاديث حصلت من عبد الله فإنها أكثر من حديثي . وإذا كان الرجل يعترف بأن الأحاديث التي حصلت من عبد الله أكثر من حديثه فأي وجه لما اعتذر به الشارحان ؟ . على أن مقام عبد الله في مصر كان ادعى لكثرة روايته إذ كان له ثمة
[1] وقد ضبطه القسطلاني في شرح هذا الحديث من كتابه - ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري ص 373 من جزئه الأول - فكان بهذا العدد . [2] وهما ارشاد الساري القسطلاني وتحفة الباري لزكريا الأنصاري وقد طبعا معا في اثني عشر جزءا . ووضع بالهامش متن صحيح مسلم وشرحه النووي والعذر المذكور تجده في ص 373 من الجزء الأول .
52
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 52