نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 50
فيودعها حيث تضيع سدى لا ينتفع بها أحدا أبدا ، ومن هو أبو هريرة ؟ ! . ليختص بهذه الحياة دون السابقين الأولين ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) . على أن أبا هريرة كان كثيرا ما يقول : إن أبا هريرة لا يكتم ولا يكتب [1] فكيف يجتمع هذا القول منه مع قوله : حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعاءين : فاما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم . إلى آخر أقواله في هذا المعنى الصريحة بأنه كان يكتم ! ؟ . ولنسأل أولى البحث عن الاسرار الإلهية التي أفضاها صلى الله عليه وآله إلى أبي هريرة فكان يكتمها خوفا على حياته ، أو اشفاقا على كرامته ، فهل كانت من سنخ الاسرار التي عهد بها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وليه ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمورا تتعلق بالخلافة وتختص بالخلفاء من بعده ؟ ! أم كانت من سنخ أخر ؟ . فان كانت من السنخ الأول فلماذا كان منصرفا عنها كل الانصراف مخالفا لمقتضياتها كل الخلاف ؟ وكان رأيه فيما هنالك رأي الجمهور ، مسترسلا معهم في كل الأمور . وإن كانت النسخ الثاني فلا خوف عليه وان حدث بالطامات أو جاء بالمخزيات ! . ألم يحدث بنوم النبي عن صلاة الصبح ؟ وعروض الشيطان له صلى الله عليه وآله وهو في الصلاة ليقطعها عليه ؟ ! . ألم يرو انه سهى فصلى الرباعية ثنائية ! فقيل له : أنسيت أم قصرت الصلاة فقال : لم انس ولم نقصر ؟ . ألم يخبر أنه كان صلى الله عليه وآله يؤذي ويسب ويلعن ويجلد على الغضب من لا يستحق ذلك ؟ .
[1] أخرجه ابن سعد في ص 119 من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته عند ذكر أبي هريرة في باب أهل العلم والفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله .
50
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 50