نام کتاب : الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي نویسنده : ابن النجار البغدادي جلد : 1 صفحه : 81
تطليقة . قال الله عز وجل : ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) فقد جمع الناس على أن الختم للقلوب ، والأسماع ، والغشاوة للبصر . فأبو حنيفة استخرج من هذه الآية هذه المسألة فجعل قوله إن دخلت الدار فأنت طالق وطالق ، ثم ابتدأ وطالق إن كلمت زيدا . فجاء بها على نسق الآية . فانظر كم وقف على هذه الآية من إنسان ولم يستخرج منها شيئا . وقد بينت في أول كتابي من جنس هذه المسألة ما يستدل به على أن من تاب عن مثل هذا كفر . وروى عن ابن رزق إلى مصعب بن خارج بن مصعب قال سمعت حمادا يقول - في مسجد الجامع - وما علم أبي حنيفة ؟ علمه أحدث من خضاب لحيتي هذه . وروى عن أبي أحمد بن علي بن عبد الله الزجاجي إلى سفيان بن سعيد وشريك والحسن بن صالح قالوا : أدركنا أبا حنيفة وما يعرف بشئ من الفقه ، ما نعرفه إلا بالخصومات . لا يشك أحد أن كل إنسان محدث وفي حال صغره لا يوصف بالعلم ، ومعرفته بالعلم محدثة ولا يكون العلم قديما إلا لله تعالى وحده . وأنه لم يؤت العلم وهو صبي سوى يحيى . ومع هذا فعلمه كان محدثا ، ومن ادعى العلم القديم فقد كفر . فهذا شكر أبا حنيفة وهو يظن أن يثلبه . وروى عن الحسن بن أبي طالب إلى المزني قال : سمعت الشافعي يقول : ناظر أبو حنيفة رجلا فكان يرفع صوته في مناظرته إياه . فوقف عليه رجل فقال الرجل لأبي حنيفة : أخطأت فقال أبو حنيفة للرجل تعرف المسألة ما هي ؟ قال لا ، قال فكيف تعرف أنى أخطأت ؟ قال أعرفك إذا كان لك الحجة ترفق بصاحبك ، وإذ كانت عليك تشغب وتجلب . إذا كان الغائب لا يعرف المسألة فقوله وتركه سواء لأنه معترف بالجهل ، وأجهل منه من يعتقد أن هذا مما يطعن به على الأئمة . وروى عن البرقاني إلى أبى العباس السراج قال سمعت أبا قدامة يقول سمعت سلمة ابن سليمان قال : قال رجل لابن المبارك : كان أبو حنيفة مجتهدا ؟ قال : ما كان بخليق لذاك ، كان يصبح نشيطا في الخوض إلى الظهر ، ومن الظهر إلى العصر ، ومن العصر إلى المغرب ، ومن المغرب إلى الشاء فمتى كان مجتهدا ؟ قال وسمعت أبا قدامة يقول سمعت سملة بن سليمان يقول قال رجل لابن المبارك : أكان أبو حنيفة عالما ؟
81
نام کتاب : الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي نویسنده : ابن النجار البغدادي جلد : 1 صفحه : 81