نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 222
أهدافا أخرى سنعرض لها بعد لمحة موجزة عن ناموس كوني في هذا الموضوع ، ويردفهم هذا الناموس على شكل سؤال : أليس الانغمار بالجنس يؤدي إلى تهالك ثم فناء الجسد فلماذا مهد له الاسلام وهو يوجب على الانسان دفع الخطر المحتمل ؟ . وللجواب على ذلك نقول : إن هناك فناء جزئيا محدودا يرسمه الله تعالى في الابعاد التكوينية ليعطي مردودا كليا كبيرا لا نسبة له بما فني من أجله . وعلى سبيل المثال : إن الله تعالى يرشدنا لالقاء الحب في التراب في جوف الأرض ، وللحب مالية نلقيها دون القطع بان ما ألقيناه سيعوض ، ولكن بامل أن نأخذ من حبة سنابل فيها المئات بل الآلاف من الحبوب ، فما قيمة فناء حبة في سبيل الحصول على كمية من الحبوب تفوقها أضعافا مضاعفة ، ويرشدنا العقل وتدفعنا الحاجة إلى إحراق شمعة تكلفنا مالا ولكنها في الوقت الذي تفنى فيه أجزاؤها تعطينا مردودا ضخما يتمثل في الاستفادة من ضوئها بمعرفة الطريق واحراز الأمان ، وقراءة مسالة قد تكون معادلة علمية ضخمة يغنم منها الكون نفعا كبيرا . ويدخل العالم مختبره يصارع أنواعا من الجراثيم قد تكفي الواحدة منها للقضاء عليه ، وهو كانسان مأمور بحفظ نفسه والبعد بها عن التهلكة ولكنه يدخل بذهنية حفظ النوع وبقائه ، فيصارع الجراثيم حتى يصرعها ، وحتى يستل من ذلك كسبا علميا يقي الانسانية من شرور الأوبئة وخطر الأمراض ، وهكذا قل في المجاهد في ساحة القتال يقتل ليبعث الحياة في أمة ، ويذود عن طريقها خطر استبداد قاتل وظلم ماحق ، إذا فالكون تنتظمه التضحية بالمهم من أجل الأهم ، وقانون النسبية في عدم تمحض كل شئ للخير المطلق أو الشر المطلق مطرد أيضا ، ومن هذا المنطق يتعين علينا معالجة كل
222
نام کتاب : من فقه الجنس في قنواته المذهبية نویسنده : الشيخ أحمد الوائلي جلد : 1 صفحه : 222