نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 335
تعالى : * ( وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) * [ فصلت : 30 ] في السابق : * ( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ ) * [ فصلت : 31 ] أي نليكم ونقرب منكم : « في الْحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ » بالتثبيت لكم على الإيمان : « ولَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ » أي أجسامكم من النعيم المقيم : « ولَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ » أي ما تمنون بقلوبكم من النظر إلى الملك الرحيم . وفي الخبر : التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من الذنب وهو مصرّ عليه كالمستهزئ بآيات الله تعالى : وكان بعضهم يقول : أستغفر الله من قولي أستغفر الله باللسان عن غير توبة وندم بالقلب . وفي خبر : الاستغفار باللسان من غير توبة وندم بالقلب توبة الكذابين . وكانت رابعة تقول : استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار فكم من توبة تحتاج إلى توبة في تصحيحها والإخلاص من النظر إليها والسكون والإدلال بها . فمن عقب السيئات بحسنات وخلط الصالحات بالطالحات طمع له في النجاة ورجا له الاستقامة قبل الوفاة . قال الله تعالى : * ( خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) * [ التوبة : 102 ] أي يعطف عليهم وينظر إليهم وقيل : خلطوا عملا صالحا وهو الاعتراف بالذنوب والتوبة المستأنفة وآخر سيّئا ما سلف من الغفلة والجهالة . وقد كان ابن عباس يقول : غفور لمن تاب رحيم حيث رخص في التوبة . وقد قال الله تعالى : * ( وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ ) * [ طه : 82 ] أي من الشرك وآمن بالتوحيد وعمل صالحا ، أدّى الفرائض واجتنب المحارم ثم اهتدى كان على السنّة وقيل : استقام على التوبة فهذه صفات المؤمنين فلم يردّ الله تعالى المخلصين إلى ما ردّ إليه المنافقين وهو التوبة وكذلك ردّ إليها المشركين إذ لا طريق للكل إلا منها ولا وصول إلى المحبة والرضا إلا بها . وقال تعالى في وصف المنافقين : * ( وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ ) * [ التوبة : 106 ] أي مع الإصرار وإمّا يتوب عليهم أي بالاستغفار وأحكم ذلك وفصله بما شرط له . كما قال في شأن الكافرين : * ( فَإِنْ تابُوا وأَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) * [ التوبة : 5 ] . وقد قرن الله تعالى الاستغفار للعبادة ببقاء الرسول لله في الأمة ورفع العذاب عنهم بوجوده فضلا منه ونعمة . وقال تعالى : * ( وما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) * [ الأنفال : 33 ] . وكان بعض السلف يقول : كان لنا أمانان ذهب أحدهما وبقي الآخر . فإن ذهب الآخر هلكنا يعني الذي ذهب الرسول صلَّى الله عليه وسلم والذي بقي الاستغفار . وسئل سهل رحمه الله عن الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال : أوّل الاستغفار الاستجابة ثم الإنابة ثم التوبة فالاستجابة أعمال الجوارح والإنابة أعمال القلوب والتوبة إقباله على مولاه وترك الخلق . ثم يستغفر من تقصيره الذي هو فيه ومن
335
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي جلد : 1 صفحه : 335