نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 94
صفية قومي ولا تعجزي * وبكي النساء على حمزة وجئت حتى وليت منه فناديت : يا سيّد الشهداء يا عمَّ رسول الله صلَّى الله عليه سلّم يا ابن عبد المطَّلب ! فلّما أقبل عليّ بوجهه أنشدته الأبيات . فقال : ويحك ! أفي مثل هذا الموطن تجيئني بالمديح أما سمعت الآية : " لكلِّ امرئ منهم يومئذ شأنٌ يغنيه " فقلت : بلى قد سمعتها وسمعت ما بعدها : " وجوهٌ يومئذ سفرةٌ ضاحكةٌ مستبشرةٌ ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ أولئك هم الكفرة الفجرة " . فقال : إنَّي لا أقدر على ما تطلب . ولكني أنفذ معك توراً أي رسولاً إلى ابن أخي عليّ بن أبي طالبٍ ليخاطب النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم في أمرك . فبعث معي رجلاً فلمّا قصَّ قصتّي على أمير المؤمنين قال : أين بيَّنتك يعني صحيفة حسناتي . وكنت قد رأيت في المحشر شيخًا لنا كان يدرِّس النحو في الدار العاجلة يعرف بأبي عليّ الفارسيّ وقد امترس به قومٌ يطالبونه ويقولون : تأوَّلت علينا وظلمتنا . فلمّا رآني أشار إليّ بيده فجئته فإذا عنده طبقةٌ منهم يزيد بن الحكم الكلابيُّ وهو يقول : ويحك أنشدت عني هذا البيت برفع الماء يعني قوله : فليت كفافاً كان شرُّك كلُّه * وخيرك عني ارتوى الماء مرتوي ولم أقل إلاَّ الماء . وكذلك زعمت أنِّي فتحت الميم في قولي : تبدَّل خليلاً بي كشكلك شكله * فإني خليلا صالحا بك مقتوي
94
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 94