نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 235
لأمره شائفة . وأمّا ابن أبي عون فإنهّ أخذ في لون بعد لون غرّ البائس بأبي جعفر فما جعل رسله في أوفره وقد تجد الرّجل حاذقاً في الصناعة بليغاً في النّظر والحجة فإذا رجع إلى الدّيانة ألفي كأنّه عير والتأله موجود في الغرائز يحسب من الألجاء الحرائز ويلقن الطّفل الناشئ ما سمعه من الأكابر فليبث معه في الدّهر الغابر . والذين يسكنون في الصوامع متعبدون في الجوامع يأخذون ما هم عليه كنقل الخبر عن المخبر لا يميَّزون الصدّق من الكذب لدى المعبّر فلو أنّ بعضهم ألفي الأسرة من المجوس لخرج مجوسياً أو من الصّابئة لأصبح لهم قريناً سياً . وإذا المجتهد نكب عن التقّليد فما يظفر بغير التبليد . وإذا المعقول جعل هادباً نقع بريه صادياً ولكن أين من يصبر على أحكام العقل ويصقل فهمه أبلغ صقل هيهات ! عدم ذلك في من تطلع عليه الشمس ومن ضمنه في الرِّمم رمس إلىّ أن يشذّ رجل في الأمم يخص من فضل بعمم . ربمّا لقينا من نظر في كتب الحكماء وتبع بعض آثار القدماء فألفيناه يستحسن قبيح الأمور ويبتكر بلبّ مغمور إنّ قدر على فظيع ركبه وإن عرف واجباً نكبَّه كأنّ العالم سعوا له في إفقاد فهو يعتقد شرّ اعتقاد وإنّ أودع وديعة خان
235
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 235