نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 114
فيتكون ذلك في صفحةٍ من الذَّهب . فإذا قضي منه الوطر انضمَّت عظامه بعضها إلى بعضٍ ثمَّ تصير طاووساً كما بدأ . فتقول الجماعة : سبحان من يحيى العظام وهي رميم . هذا كما جاء في الكتاب الكريم : " وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيي الموتى قال : فخذ أربعةً من الطيَّر فصرهنَّ إليك ثمَّ اجعل على كلِّ جبلٍ منهنّ جزءاً ثمّ ادعهنَّ يأتينك سعياً واعلم أنَّ الله عزيزٌ حكيمٌ . ويقول هو آنس الله بحياته لمن حضر : ما موضع يطمئنّ فيقولون : نصبٌ بلام كي . فيقول : هل يجوز غير ذلك فيقولون لا يحضرنا شيءٌ . فيقول : يجوز أن يكون في موضع جزمٍ بلام الأمر ويكون مخرج الدُّعاء كما يقال : يا ربِّ أغفر لي ولتغفر لي . وأمّا قوله الحكاية عن عازار : قال أعلم أنَّ الله على كلُّ شيء قديرٌ فقد قُرئ برفع الميم وسكونها فالرفع على الخبر والسكون على أنَّه أمرٌ من الله جلَّ سلطانه . وأجاز أبو عليٍّ الفارسيُّ أن يكون أعلم مخاطبةً من عازر لنفسه لأن مثل هذا معروفٌ . يقول القائل وهو يعني نفسه : ويحك ما فعلت وما صنعت ! ومنه قول الحادرة الذُّبيانيّ : بكرت سميَّة غدوة فتمتَّع * وغدت غدوَّ مفارق لم يربع وتمرُّ إوزَّةٌ مثل البختية فيتمنَّاها بعض القوم شواءً فتتمثَّل على خوانٍ من الزُّمردُّ فإذا قضيت منها الحاجة عادت بإذن الله
114
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 114