نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 107
أحضروا من في الجنَّة من الطُّهارة السّاكنين بحلب على ممرّ الأزمان فتحضر جماعةٌ كثيرةٌ فيأمرهم باتِّخاذ الأطعمة وتلك لذِّةٌ يهبها الله عزَّ سلطانه بدليل قوله : " وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين وأنتم فيها خالدون . وتلك الجنَّة التي أورثتموها بما كنتم تعملون . لكم فيها فاكهةٌ كثيرةٌ منها تأكلون " . فإذا أتت الأطعمة افترق غلمانه الّذين كأنَّهم اللّؤلؤ المكنون لإحضار المدعوِّين فلا يتركون في لجنَّة شاعراً إسلامياً ولا مخضرماً ولا عالماً بشيءٍ من أصناف العلوم ولا متأدَّباً إلاَّ أحضّروه . فيجتمع بجدٌ عظيمٌ والبجد : الخلق الكثير قال الشاعر : تطوف البجود بأبوابه * من الضُّر في أزمات السّنينا فتوضع الخون من الذهب والفواثير من اللُجين ويجلس عليها الآكلون وتنقل إليهم الصَّحاف فتقيم الصِّحفة لديهم وهم يصيون ممَّا ضمَنته كعمر كويّ وسريٍّ وهما النّسران من النّجوم . فإذا قضوا الأرب من الطّعام جاءت السُّقاة بأصناف الأشربة والمسمعات بالأصوات المطربة . ويقول لا فتئ ناطقاً بالصواب : عليَ بمن في الجنة من المغنيِّن والمغنِّيات : ممّن كان في الدار العاجلة فقضيت له التَّوبة .
107
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 107