نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 104
ولقد كان الرجل منا يعمل فكره السَّنة أو الأشهر في الرَّجل قد آتاه الله الشَّرف والمال فربّما رجع بالخيبة وإن أعطى فعطاءٌ زهيدٌ ولكنَّ النّظم فضيلة العرب . ويعرض لهم لبيد بن ربيعة فيدعوهم إلى منزله بالقيسيَّة ويقسم عليهم ليذهبنَّ معه يتمشون قليلاً فإذا هم بأبياتٍ ثلاثةٍ ليس في الجنَّة نظيرها بهاءً وحسناً فيقول لبيدٌ : أتعرف أيُّها الأديب الحلبيٌّ هذه الأبيات فيقول : لا والذي حجَّت القبائل كعبته ! فيقول : أمَّا الأول فقولي : إنّ تقوى ربِّنا خير نفل * وبإذن الله ريثى وعجل وأمّا الثاني فهو قولي : أحمد الله ، فلا ند له ، * بيديه الخير ، ما شاء فعل وأمّا الثالث فقولي : من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضلّ صيَّرها ربِّي اللّطيف الخبير أبياتاً في الجنَة أسكنها أخرى الأبد وأنعم نعيم المخلَّد . فيعجب هو وأولئك القوم ويقولون : إنَّ الله قديرٌ على ما أراد . ويبدو له أيَّد الله مجده بالتأييد أن يصنع مأدبةً في الجنان يجمع فيها من أمكن من شعراء الخضرمة والإسلام والذين أصلّوا كلام العرب وجعلوه محفوظاً في الكتب وغيرهم ممّن يتأنس بقليل الأدب . فيخطر له أن تكون كمآدب الدار العاجلة إذ كان البارئ جلَّت عظمته لا يعجزه أن يأتيهم بجميع الأغراض من غير كلفةٍ ولا إبطاءٍ فتنشأ
104
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 104