ويؤيد ذلك أيضاً ما روي عن علي ( ع ) قال : كان رسول الله ( ص ) إذا لبس ثوباً جديداً قال : الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس وأتزين لهم [1] . وعلى كل حال فالتفسير الذي يماشي الآية الكريمة هو المروي عن الحسن بن علي وأبي جعفر الباقر ( ع ) من ان المراد من قوله : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ( أي خذوا ثيابكم الطاهرة التي يتزين بها عند كل صلاة وطواف . ومن المعلوم ان لبس الثياب التي يُتزين بها يحصل لصاحبها ستر العورة مع التجمل والتزين فهو أولى بالاتباع ، وهذا التفسير أولى أيضاً أن يكون رداً على أهل الجاهلية لأنهم كانوا يطوفون عراة ويزعمون ان هذا أمر حسن ، فالله تعالى أمرهم وغيرهم أن يلبسوا الثياب الطاهرة الجيدة ويتزينوا بها وان هذا هو الأجمل والأحسن . وكان أئمة الهدى يطبّقونه عملياً كي يقتدي الناس بهم ، فقد روى المفسرون من الخاصة والعامة ان الحسن بن علي السبط الأكبر لرسول الله ( ص ) كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه ، فقيل له : يا بن رسول الله لِمَ تلبس أجود ثيابك ؟ فقال : ان الله جميل يحب الجمال فأنا أتزين لربي وهو يقول : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ( فأحب أن ألبس أجود ثيابي [2] .
[1] ( الدر المنثور ) ج 3 ص 76 نقلاً عن احمد وابن أبي حاتم وابن مردوية . [2] ( تفسير العياشي ) ج 2 ص 14 و ( مجمع البيان ) م ص 412 و ( تفسير المنار ) ج 8 ص 382 .