نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 170
الأخفى الذي ذهب إليه الصحابي يترجح به ، ولكن يختلف ذلك باختلاف المجتهدين ، أما وجوب اتباعه ولم يصرح بنقل خبر فلا وجه له ، وكيف وجميع ما ذكروه أخبار آحاد ونحن أثبتنا القياس والاجماع ، وخبر الواحد بطرق قاطعة لا بخبر الواحد ، وجعل قول الصحابي حجة كقول رسول الله ( ص ) ، وخبره إثبات أصل من أصول الاحكام ومداركه فلا يثبت إلا بقاطع كسائر الأصول . - مسألة ( هل يجوز تقليد الصحابي ؟ ) إن قال قائل : إن لم يجب تقليدهم فهل يجوز تقليدهم ؟ قلنا : أما العامي فيقلدهم ، وأما العالم فإنه إن جاز له تقليد العالم جاز له تقليدهم ، وإن حرمنا تقليد العالم للعالم فقد اختلف قول الشافعي رحمه الله في تقليد الصحابة ، فقال في القديم : يجوز تقليد الصحابي إذا قال قولا وانتشر قوله ولم يخالف وقال في موضع آخر : يقلد وإن لم ينتشر ، ورجع في الجديد إلى أنه لا يقلد العالم صحابيا ، كما لا يقلد عالما آخر ، ونقل المزني عنه ذلك ، وأن العمل على الأدلة التي بها يجوز للصحابة الفتوى وهو الصحيح المختار عندنا إذ كل ما دل على تحريم تقليد العالم للعالم كما سيأتي في كتاب ( الاجتهاد ) لا يفرق فيه بين الصحابي وغيره . فإن قيل : كيف لا يفرق بينهم مع ثناء الله تعالى وثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( النساء : 95 ) وقال تعالى : * ( لقد رضي الله عن المؤمنين ) * ( الفتح : 81 ) وقال رسول الله ( ص ) : خير الناس قرني وقال ( ص ) : أصحابي كالنجوم إلى غير ذلك ؟ قلنا : هذا كله ثناء يوجب حسن الاعتقاد في علمهم ودينهم ، ومحلهم عند الله تعالى ، ولا يوجب تقليدهم لا جوازا ولا وجوبا فإنه ( ص ) أثنى أيضا على آحاد الصحابة ، ولا يتميزون عن بقية الصحابة بجواز التقليد أو وجوبه ، كقوله صلى الله عليه وسلم : لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان العالمين لرجح وقال ( ص ) : إن الله قد ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه يقول الحق وإن كان مرا وقال لعمر : والله ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك ، وقال ( ص ) في قصة أسارى بدر حيث نزلت الآية على وفق رأي عمر ، لو نزل بلاء من السماء ما نجا منه إلا عمر وقال صلوات الله عليه : إن منكم لمحدثين وإن عمر لمنهم وكان علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة يقولون ما كنا نظن إلا أن ملكا بين عينيه يسدده ، وأن ملكا ينطق على لسانه ، وقال ( ص ) في حق علي : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار وقال صلى الله عليه وسلم : أقضاكم علي ، وأفرضكم زيد ، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وقال عليه السلام : رضيت لامتي ما رضي ابن أم عبد وقال عليه السلام لأبي بكر وعمر : لو اجتمعا على شئ ما خالفتهما وأراد في مصالح الحرب ، وكل ذلك ثناء لا يوجب الاقتداء أصلا . فصل في تفريع الشافعي في القديم على تقليد الصحابة ونصوصه . قال في كتاب اختلاف الحديث : إنه روي عن علي أنه صلى في ليلة ست ركعات في كل ركعة ست سجدات ، قال : لو ثبت ذلك عن علي لقلت به ، وهذا لأنه رأى أنه لا يقول ذلك إلا عن
نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 170