responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 300
فكر قليلا، ثم قال: في تحرك من تحركاته بجيشه نحو حُنين قال لأصحابه: (ألا فارس يحرسنا الليلة؟).. عندما قال هذا أقبل أنيس بن أبي مرثد الغنوي على فرسه فقال: أنا ذا يا رسول الله، فقال : (انطلق حتى تقف على جبل كذا وكذا، فلا تنزلن إلا مصلياً أو قاضي حاجة، ولا تغرن من خلفك)، قال: فبتنا حتى أضاء الفجر وحضرنا الصلاة، فخرج علينا رسول الله ، فقال: (أأحسستم فارسكم الليلة؟)، قلنا: لا والله، فأقيمت الصلاة فصلى بنا، فلما سلّم رأيت رسول الله ينظر خلال الشجر، فقال: (أبشروا جاء فارسكم)، وعندئذ جاء الفارس، وقال: يا رسول الله إني وقفت على الجبل كما أمرتني، فلم أنزل عن فرسي إلا مصلياً أو قاضي حاجة حتى أصبحت، فلم أحس أحداً، فقال رسول الله : (ما عليه أن يعمل بعد هذا عملاً)([628])

نظر إلي، وقال: انظر كيف عمد رسول الله (ص) إلى التخيير وبث روح المنافسة بين فريق عمله، فقال: (ألا فارس يحرسنا الليلة؟)

كما أنه استقبل حديث أنيس، وهو يتحدث عن دوره وإجادته في تنفيذه بنفس طيبة، فلم يتهمه النبي (ص) وهو يعرض موقفه بنقص في إخلاصه لا سيما وأنه يدلي بهذا الحديث أمام جمع من صحابته، ثم يبادر النبي (ص) بتشجيعه وتحفيزه بقوله: (ما عليه أن يعمل بعد هذا عملا)([629])

قلت: يستطيع محمد أن يقول مثل هذا.. ولكن أنتم ما عساكم تقولون، وأنتم لم تطلعوا على الغيب.

قال: لقد ترك لنا رسول الله (ص) ثروة من النصوص المقدسة.. جعلناها شعارا لنا في كل دوائرنا.. فنحن نشجع بواسطتها على إتقان الأعمال، باعتبار ذلك من الجهاد في سبيل الله..

لقد أخبر (ص) بأن أي حركة ـ مهما كانت بساطتها ـ ما دامت في سبيل الله فهي خير من الدنيا وما فيها، قال (ص): (لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها)([630])، وقال (ص): ( رباط يوم في سبيل اللَّه خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من


[628] رواه الواقدي.

[629] هذا يعني الثناء على العمل، لا رفع التكليف كما يتوهم البعض، فيتصور أن ثناء الله تعالى ورسوله على الصحابة يعني رفع التكليف عنهم.. بدليل أن بعض من مدح ارتد على أعقابه، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف: 175، 176]

[630] ) رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست