وكان
رسول الله (ص) يقول عن عمار بن ياسر وقد استأذن عليه: (ائذنوا
له مرحباً بالطيب المطيب)، وقال عنه: (ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه)
وكان
ابن مسعود يحسبه الغريب عن المدينة من أهل بيت رسول الله، عن أبي موسى قال: قدمت
أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حيناً وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول
الله (ص) من كثرة دخولهم على رسول الله (ص)
ولزومهم له.
وجليبيب
ـ وهو رجل من الموالي ـ كان رسول الله (ص)
يخطب له بنفسه ليزوجه امرأة من الأنصار. فلما تأبى أبواها قالت هي: أتريدون أن
تردوا على رسول الله (ص) أمره؟ إن كان قد رضيه
لكم فأنكحوه. فرضيا وزوجاها.
وقد
افتقده رسول الله (ص) في الوقعة التي استشهد
فيها بعد فترة قصيرة من زواجه، فعن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله (ص) في
مغزى له، فأفاء الله عليه. فقال لأصحابه: (هل تفقدون من أحد؟) قالوا: نعم فلاناً
وفلاناً وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟)، قالوا: نعم. فلاناً وفلاناً
وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟)، فقالوا: لا. قال: (لكني أفقد جليبيباً)،
فطلبوه، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي (ص)
فوقف عليه، ثم قال: (قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه. هذا مني وأنا منه)، ثم
وضعه على ساعديه، ليس له سرير إلا ساعدا النبي (ص)،
ثم حفر له، ووضع في قبره([626]).