قال:
من كل حياة النبي .. فقد كان أكثر الناس
استشارة للمؤمنين([619])،
حتى قال بعض أصحابه: (ما رأيت من الناس أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله (ص))([620])
قلت:
أرى في هذه القاعة فروعا كثيرة، فما سرها؟
قال:
هناك حالات خاصة لابد فيها من المختصين.. ولذلك لا نستشير فيها إلا المختصين.. فلا
يمكن أن نسأل المهندسين عن قضايا الطب.. ولا الأطباء عن قضايا الهندسة.
في اليوم الثاني، وبعد أن
امتلأت قناعة بالسياسة الحكيمة التي انتهجها محمد المهدي والفريق الحاكم معه، طلبت
منه أن يسمح لي بزيارة مؤسسات مدينته المختلفة، والتي يتم من خلالها الحكم المباشر
للرعية، ويتم من خلالها تقديم الخدمات المختلفة، فأذن لي، واعتذر عن عدم إمكانه
صحبتي بسبب ما تتطلبه وظيفته من أعمال.
لقد رأيت جميع إدرات
المدينة في منتهى الدقة والنظام.. وكانت الرعية بسبب ذلك في غاية الراحة
والطمأنية.. فلم تكن حقوقها تضيع، ولا مصالحها يعبث بها.
بعد عودتي في المساء إلى
بيت محمد المهدي سألته عن سر ذلك، فقال: ألم أقل لك: إن كل ما تراه في هذه المدينة
من استقرار وسعادة ونظام بركة من بركات الاهتداء بسنة النبي (ص)..