لك أن المتهم مجرم.. ثم راح يذكر من عنده أمورا كثيرة تثبت
دعواه.. أيكتفي القاضي بهذه الشهادة؟
قلت: لو اكتفى بها لتوصل
الناس إلى اتهام بعضهم بعضا من دون أي عناء.. فما أسهل أن يلفقوا ما شاءوا من
القصص ليرموها في وجوه هؤلاء القضاة الأغبياء.
قال: لقد كنا نحن جميعا
أغبياء.. يأتينا رجل مثل يوحنا.. لا نعرفه.. ولا نعرف حقيقة علاقته بالمسيح..
ليقول لنا غرضي أن أثبت لكم أن المسيح هو الكلمة، وأن الكلمة هو الله.. فنندفع إلى
تصديقه مكذبين كل ما نعرفه من أمور متيقنة.
قلت: أليس لك دوافع من
رد هذا الإنجيل.. فتتهم أنت أيضا؟
قال: لقد حسبت حسابا
لهذا الاحتمال، فلذلك رحت أبحث عمن يؤيد هذا من الشهود العدول.
قلت: فمن وجدت؟
قال: كثيرون.. انتظر
قليلا، سأحضر قاموس الكتاب المقدس.. ففيه كلام يؤيد ما أقول.
بحث عن الكتاب، ثم قال:
يقول محررو الكتاب:( كان الداعي الآخر إلى كتابة الإنجيل الرابع تثبيت الكنيسة
الأولى في الإيمان بحقيقة لاهوت المسيح وناسوته، ودحض البدع المضلة التي كان
فسادها آنذاك قد تسرب إلى الكنيسة، كبدع الدوكينيين والغنوصيين والكيرنثيين
والأبيونيين.. ولهذا كانت غايته إثبات لاهوت المسيح )