قلت: مما يدل على كون
الكاتب واحداً من تلاميذ المسيح استخدامه أسلوب المتكلم الجمع، وفي ذكره كثيرا من
التفاصيل الخاصة بعمل المسيح، ومشاعر تلاميذه.
قال: إن أي كاتب أعطي
قدرة على التعبير يمكنه أن يفعل هذا.. ولو طبقنا هذه المقاييس على الدراسة
الموضوعية لأي نص لتسربت نصوص كثيرة يتقنها الوضاعون والكاذبون.
وهل ترى أي قاض في
الدنيا يقبل مثل هذا الدليل في قضايا البيع والشراء.. لا في إثبات كتاب يؤخذ منه
تصور كلي عن الكون والإنسان والحياة؟
هات الدليل الثالث.
قلت: اعذرني.. هذا ما
لدي من أدلة..
قال: لقد ذكرت أن لديك
أربعة أدلة.
قلت: أجل.. كان لدي
أربعة.. ولكني أرى أن ما بقي منها أوهن من أن يستدل به.. لقد كان معلمنا يذكر لنا
من الأدلة أن كاتب الإنجيل هو التلميذ الذي كان المسيح يحبه.. وكان هذا التلميذ هو
يوحنا نفسه.
قال: هل علمت مدى ضعف
الأدلة التي يستدل بها قومي وقومك.. لكأني بهم يتلاعبون بعقولنا.. أو لكأني بهم
بحسبون أنا لا عقول لنا نفكر بها.
قلت: ولكن لا يحق لك
الإنكار لأجل الإنكار.. أليس الأصل حسن الظن؟
قال: صدقت.. وهذا ما
انطلقت منه في دراستي الموضوعية لهذا الإنجيل.. ولكن أدلة كثيرة