قلت: اسمع إلي جيدا..
وسأذكر لك من الأدلة ما يطرد عنك ما تتوهمه من أوهام.
قال: لو فعلت ذلك.. فإني
سأبقى مدينا لك طول حياتي.
قلت: هناك أربعة أدلة
على أن هذا الإنجيل من كتابة يوحنا تلميذ المسيح.
قال: فما أولها؟
قلت: لقد كان كاتب
الإنجيل يهودياً فلسطينياً، ويظهر هذا من معرفته الدقيقة التفصيلية لجغرافية
فلسطين، والأماكن المتعددة في أورشليم وتاريخ وعادات اليهود…بل يظهر من الأسلوب
اليوناني للإنجيل بعض التأثيرات السامية.
قال: فهل ترى كونه
يهوديا فلسطينينا كافيا للدلالة على كونه من تلاميذ المسيح؟
وهل ترى معرفته بجغرافية
فلسطين، وبعادات اليهود كافية لاعتباره فلسطينيا أو يهوديا.. إنك ألماني ومع ذلك
تعرف العربية، وتعرف عادات العرب.. بل تعرف من الشوارع العربية ما لا يعرفه العرب
أنفسهم؟
قلت: صدقت في هذا..
قال: فكيف يعتبر هذا
دليلا على كونه من تلاميذ المسيح؟
إن هذا الكلام لو استدل
به محقق في أي قضية بسيطة أو معقدة لرمي خارج وظيفته.