قال: لقد بحثت في هذه المسألة.. وطالعت الكتاب المقدس بدقة
لأعرف حقيقة الإنجيل.. فوجدت ما ذكرته لك.. اسمع من إنجيل مرقس نفسه ما الذي ورد
فيه.
قلب بعض الصفحات، وقرأ:(
ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالانجيل ) (مرقس:1 /15)
المسيح يدعوهم هنا إلى
الإيمان بالإنجيل.. أي إنجيل يقصد.. هل يقصد حياته، أم أقواله؟
قلب صفحات أخرى، وقرأ:(
الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه
تذكارا لها )( مرقس:14 /9) هو هنا يشير إلى شيء معروف يسميه الإنجيل.
ثم قرأ:( وقال لهم
اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها)( مرقس:.16 /15)
قلت: لا أرى أن هذه
النصوص تتعارض مع ما ذكرت لك.. فالمسيح يأمرهم بالتبشير بظهوره وأقواله.
قال: ولكن كيف يقول: (توبوا
وآمنوا بالانجيل)، والإنجيل لم يكتمل بعد؟.. ألا ترى أن أهم أبواب الإنجيل عندنا
هي صلب المسيح وقيامته؟
سكت، فقال: ومع ذلك..
سأقرأ لك من مرقس نفسه ما ينفي ما ذكرت.. اسمع.. قال مرقس:( فأجاب يسوع وقال: الحق
أقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او
حقولا لاجلي ولاجل الإنجيل )(مرقس: 10/ 29)
ألا ترى المسيح يفرق بين
نفسه وبين الإنجيل.. ألا يدلك هذا على أنه كان هناك إنجيل بالفعل في زمن المسيح؟