أراني إياه، ثم قال:
انظر إليه إنه أقصر الأناجيل، ولهذا يعتبره النقاد أصح إنجيل يتحدث عن حياة
المسيح.. بل هم يكادون يجمعون على أنه أول الأناجيل تأليفاً.. وقد عرفنا أنهم
يذكرون أن متى نقل إنجيله عنه.
فتح أول صفحة، وقال: هذا
الإنجيل هو الوحيد بين الأناجيل المسمى بإنجيل المسيح.. فأول فقرة فيه:( بدء إنجيل
يسوع المسيح ابن الله )( مرقس 1/1 )
وهو يتكون من من ستة عشر
إصحاحاً، تحكي قصة المسيح من لدن تعميده على يد يوحنا المعمداني إلى قيامة المسيح
بعد قتله على الصليب.
قلت: فيمكن الاعتماد على
الإنجيل إذن.. واعتباره كتابا مقدسا.
قال: ألا تعرف من هو
مرقس؟
قلت: أعلم أنه ليس من
الحواريين.. ولا علم لي بتفاصيل حياته بعد ذلك.
قال: هنا ترى الفرق
عظيما بين أسانيد المسلمين وأسانيدنا.. إن المسلمين يتشددون كثيرا في الرواة.. حتى
الرواة الذين ينقلون أحاديث نبيهم.. بل حتى الناقلين للأخبار والتواريخ.. فكيف
بكتابهم المقدس؟
إن كل راو من رواة هذه
النصوص المقدسة وغير المقدسة يحمل تراجم مفصلة عن حياته، ثم حكما عليه بعد ذلك
بالقبول أو الرفض.. وهذا ما نفتقده نحن في أهم مصادر ديننا.