قال: هذا سؤال وجيه.. سألته لنفسي.. وقد حاولت أن أدرس المؤلف
دراسة نفسية، وقد وجدت أنه ـ كما يظهر في إنجيله ـ مسيحي يهودي يربط بين التوراة
وحياة المسيح.
وقد وجدت كولمان يصل إلى
نفس النتيجة، فهو يصفه بقوله:( يقطع الحبال التي تربطه باليهودية مع حرصه على
الاستمرار في خط العهد القديم، فهو كاتب يهودي يحترم الناموس، ويعتبر بذلك من
البعيدين عن مدرسة بولس الذي لا يحترم الناموس، فهو يقول:( فمن نقض إحدى هذه
الوصايا الصغرى وعلم الناس، هكذا يدعى أصغر في ملكوت السماوات )( متى 5/19 ).
وانطلاقا من هذا يرجح
كولمان أنه عاش في فلسطين، ويرجح فنتون أنه كتب في حوالي الفترة من 85 - 105م، مع
أن متى مات سنة70.. وهو يقارب ما ذهب إليه البرفسور هارنج حين قال:( إن انجيل متى
ألف بين 80 - 100م )
قلت: ولكن ما تقول فيما
ذكر بابياس من أن متى كتب وجمع أقوال المسيح؟
قال: ولكن هل ما تراه في
هذا الإنجيل هو أقوال المسيح.. إنه قصة كاملة عن المسيح وليس جمعاً لأقواله.
زيادة على ذلك.. فإن
كثيرا من الأناجيل ضاعت.. وقد يكون إنجيل متى الحقيقي من بينها..
زيادة على ذلك.. فإن من
الأناجيل التي رفضتها الكنيسة إنجيلاً يسمى إنجيل متى.. أليس من المحتمل أن يكون
بابياس قد عناه بقوله هذا؟
أعاد إنجيل متى إلى محله
من الرفوف، وقال: فلننتقل إلى إنجيل آخر..
أخذ كتابا آخر أصغر
حجما، وقال: هذا إنجيل مرقس.. وهو ثاني الأناجيل التي تطالعنا في العهد