إنني أقرأ التواراة..
فلا أجد فيها مثل هذا النص الجميل:{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى
أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ}(القصص:7)
إن هذا النص يصور أم
موسى، وهي خائفة وجلة على ابنها، فيأتيها الأمر الإلهي الحي بأن تلقيه في اليم،
وبأن لا تخاف عليه ولا تحزن، بل تستبشر لأن الله سيرده إليها، وسيجعله من
المرسلين.
إنك في هذا الحادث الذي
تكاد تبصره بعينيك لا ترى أم موسى فقط.. بل ترى رحمة الله وفضله على عباده.. فالله
لا يعبر في هذه الآية بصيغة الغائب، وإنما يعبر بصيغة المتكلم الحاضر.