ألا ترى الفرق الكبير
بينهما.. لقد ذكر القرآن أحداثا لم تذكرها التوراة، كما أن التوراة ذكرت أحداثا لم
يذكرها القرآن.. ولكن شتان ما بين الأمرين.. التوراة تؤرخ.. والقرآن ينتقي مواضع
العبرة.. ليجعل من يوسف مثالا للعفاف والصيانة والأدب..
فكيف تريد منا حضرة
الحبر أن نواجههم بيوسف، وهم يواجهوننا به.
إن القرآن.. كل القرآن..
لم يذكر قصة زنا واحدة.. بل إنه لا يذكر هذا وغيره إلا مشددا في ذكره محذرا من
الاقتراب منه.. لقد ورد في القرآن هذه الآيات التي نفتقد مثلها في كتابنا المقدس:{ وَلا تَقْرَبُوا
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }(الأنعام: 151).. { وَلا
تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (الاسراء:32)