قال: ليس الأمر قاصرا
على ألفاظ يمكن تبديلها، بل هو أخطر من ذلك.
قلت: ما تقصد؟
قال: ألم يرد في
(تيموثاوس):( كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم
والتأديب الذي في البر ) ( تيموثاوس (2) 3/16 )
قلت: أجل.. صدق بولس
فيما قال، وما كان له إلا أن يصدق.. أليس هو رسول الأمم؟
قال: فهل تحقق هذا في
الكتاب المقدس؟
رأى في وجهي بعض التغير،
فقال: لا أقصد ما فهمت.. أنا مسيحي كما ذكرت لك.. ولم يدفعني إلى التكلم معك في
هذا إلا حبي للمسيحية، وتعصبي لها، وتعصبي للكتاب المقدس.
إنني مثل والد يحب ولده،
ويحرص عليه، ويحرص على سمعته، فلذلك اعذرني إن كان في كلامي أي إساءة.
قلت: لا.. تكلم.. يظهر
عليك الصدق.. تكلم كما تشاء، ولن تجد مني إلا الآذان الصاغية.. بل إني أحاول خدمتك
بقدر الإمكان.
قال: لقد امتلأت أسفار
الكتاب المقدس ـ بكل أسف ـ بالحديث عن رذائل مارسها بنو إسرائيل وغيرهم، وحكت
طويلاً عن سكرهم وزناهم ووثنيتهم.