سكت قليلا، ثم قال: إن
السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش
الخارج عن الذوق العام فيها، وهو أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على
صفحات الكتاب المقدس.. فكيف نرضى إبقاءه.. بل كيف نجعله مواعظ نعظ بها الناس؟
هل ترى أن نسلم الكتاب
المقدس لهؤلاء الذين ملأت الشوارع نفوسهم شهوات ونزوات حيوانية ليتخلصوا بالكتاب
المقدس من تلك النزوات؟
ألا نخاف على هؤلاء أن
يجعلوا من الكتاب المقدس كتابا يمد شهوات بالغرائز الحيوانية الآثمة؟
سكت قليلا، ثم قال: لقد
تعجب ول ديورانت في (قصة الحضارة)، وحق له أن يتعجب، لقد قال:( مهما يكن من أمر
هذه الكتابات الغرامية فإن وجودها في العهد القديم سر خفي.. ولسنا ندرى كيف غفل أو
تغافل رجال الدين عما في هذه الأغاني من عواطف شهوانية وأجازوا وضعها في الكتاب
المقدس )
ولهذا جاء في مقدمة
الآباء اليسوعيين:( لا يقرأ نشيد الإنشاد إلا القليل من المؤمنين، لأنه لا يلائمهم
كثيراً )
قلت: لا بأس.. ما دام
الأمر يرتبط بمجموعة ألفاظ تجرح الحياء العام.. فسنفكر في السبيل الذي نعدل به
كتابنا المقدس ليتناسب مع هذا الذوق.. خاصة، وأن ذوق هذا العصر ذوق ناقد، لا يسلم
كما سلمت سائر العصور.