أمواجها، فظفروا بالكبريت الأحمر،
وغاصوا في أعماقها فاستخرجوا الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر، وساحوا
في سواحلها، فالتقطوا العنبر الأشهب، والعود الرطب الأنضر، وتعلقوا الى جزائرها
واستدروا من حيواناتها الترياق الأكبر والمسك الأذفر )([124])
قلت: أنا أعرف الغزالي وأحترمه وكثير من قومي يحترمونه، ولكنه يعبر
عن وجهة نظره الشخصية.. وربما تطغى الذاتية على صاحبها، فتحول بينه وبين الحقائق.
قال: فما الذي جعلك تعتبر كلامه صادرا من ذاته.. لا من الحقيقة التي
عاش من أجلها.
قلت: أرى أن هذا الكتاب مهما حوى من التفاصيل إلا أنه أقصر من أن يضم
جميع الحقائق التي تروي الحاجات البشرية.. إن الحاجات البشرية كمحيط واسع لا تكفيه
جميع بحار الدنيا.. فكيف يكفيه كتاب يضم كلمات محدودة وصفحات معدودة؟
قال: لقد تحدث الإمام بديع الزمان عن هذا.. لا شك أنك تعرفه.. لقد
أرسل رسالة إلى بابا الفاتيكان في حياته.. وأنتم لا تكنون له إلا الاحترام.
قلت: أجل.. أعرفه.. لا شك في صدقه.. فما قال؟
قال: لقد رد على ما وقع في نفسك من تلك الشبهة بقوله:( نعم! انك اذا نظرت الى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي
استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفاً، واضاءته سائر العلوم
الاسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي اذا نظرت الى الآيات من خلال ستار الأُلفة،
فانك بلا شك لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل